ألمانيا تزف بشرى سارة للسوريين.. شاهد
في خطوة من شأنها أن تنعكس إيجاباً على حظوظ عشرات آلاف السوريين، وافق الائتلاف الحاكم في ألمانيا على تبسيط إجراءات منح الجنسية.
وقال موقع المهاجرون الآن المعني بشؤون اللاجئين في القارة الأوروبية إن الحكومة الألمانية وافقت أمس على إصلاح قانون الجنسية ومن المتوقع أن يدخل حيز التنفيذ في العام القادم.
وينص الإصلاح على تبسيط كبير للتجنس وربط ذلك بالاندماج، حيث سيكون بإمكانية المهاجرين على اكتساب الجنسية الألمانية بعد خمس سنوات فقط بدلاً من ثماني سنوات كما هو المعمول به حالياً.
وفي حالة تحقيق المهاجر ما وصفته مسودة الاتفاق بـ “إنجازات الاندماج الخاصة” مثل المهارات اللغوية الجيدة أو العمل التطوعي أو الأداء الوظيفي الجيد جداً، يمكن تجنيس المهاجر بعد ثلاث سنوات فقط.
ويتيح التعديل حصول الأطفال المولودين في ألمانيا لأبوين أجنبيين على الجنسية بسرعة أكبر شرط أن يكون أحد الوالدين عاش بشكل قانوني في ألمانيا لمدة خمس سنوات.
جرائم قد تحرم من الجنسية
واتفقت أحزاب الحكومة الألمانية في مسودة القانون الجديد على إعفاء اللاجئين والمهاجرين من كبار السنّ الذين تجاوزت أعمارهم 67 عاماً من شرط تقديم شهادة معرفة في اللغة الألمانية والاكتفاء بمعرفة الشخص باللغة شفهياً فقط.
لكن مسودة القانون الجديد، تضمنت بنداً يجيز للسلطات رفض تجنيس من ارتكب بعض الجرائم كالجرائم الجنائية المرتكبة بدوافع معادية للسامية أو عنصرية أو معادية للأجانب أو بدوافع غير إنسانية.
كما يجب على أي شخص يرغب في التقدم للحصول على الجنسية في ألمانيا أن يكون مندمجاً اقتصادياً، ما يعني أن يكون قادراً على كسب لقمة العيش لنفسه وأفراد عائلته دون الحصول على المساعدات الاجتماعية.
وتنص مسودة القانون المرتقب تعديلاً يتيح للشخص الحصول على الجنسية الألمانية دون أن يكون مضطراً إلى التخلي عن جنسيته الأصلية.
ومن شأن التعديلات الجديدة التي من المنتظر أن تدخل حيّز التنفيذ العام القادم في حال إقرارها أن تسهّل عملية حصول آلاف اللاجئين السوريين على الجنسية الألمانية.
يشار إلى أن قرابة 800 ألف سوري يقيمون في ألمانيا وصل معظمهم بعد عام 2011 إثر الحرب التي أطلقتها ميليشيات أسد ضد المدن والبلدات الثائرة.
وبسبب شيخوخة السكان، من المتوقع أن يخسر سوق العمل سبعة ملايين شخص بحلول عام 2035 إذا لم تتخذ الحكومة أي خطوات وفقًا لدراسة أجراها معهد أبحاث سوق العمل (IAB).
بعد وصوله من جزيرة لاريونيون، التحق ستيفن مايو(23 عامًا) بمصنع “ارسيلورميتال” في مدينة أيزنهوتنشتات بألمانيا لتلقي تدريب مهني في مجموعة الفولاذ العملاقة.
هذا القطاع هو واحد من أكثر القطاعات تضررا بسبب نقص اليد العاملة المتخصصة في أكبر اقتصادات أوروبا.
أمام هذا التحدي، على حكومة أولاف شولتس تبني مشروع قانون الأربعاء يهدف إلى تخفيف قواعد الحصول على تأشيرات وتصاريح عمل لمواطني الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
على سبيل المثال، لن يكون من الضروري قريبا تقديم عقد عمل للاستقرار في البلاد، حيث يتم استبدال ذلك بنظام النقاط الذي يقيس “قدرات” المرشحين على الاندماج في المجتمع.
الهدف هو جذب مزيد من العاملين. وبالتالي فإن برلين تسير عكس الاتجاه العام في أوروبا القاضي بإغلاق الحدود أمام المهاجرين.
التقاعد
بالنسبة لستيفن، كان الراتب الأعلى والمستقبل المهني وراء قراره مغادرة جزيرته إلى هذه المدينة القريبة من الحدود مع بولندا عند التخوم الشرقية لألمانيا.
وأثار هذا القرار ارتياحا للمجموعة العملاقة التي أدرك مديرها في ألمانيا راينر بلاشيك، أن جذب متدربين شباب مثله “يزداد صعوبة”.
وأصبح النقص في العمالة المتخصصة يطرح مشكلة حقيقية. هناك مليونا وظيفة شاغرة حاليًا في ألمانيا فيما يخرج جيل الستينات إلى التقاعد.
بسبب شيخوخة السكان، من المتوقع أن يخسر سوق العمل سبعة ملايين شخص بحلول عام 2035 إذا لم تتخذ الحكومة أي خطوات وفقًا لدراسة أجراها معهد أبحاث سوق العمل (IAB).
أكدت 44% من الشركات الألمانية من شتى القطاعات التي شملها الاستطلاع الذي اجراه معهد Ifo أنها تأثرت بنقص اليد العاملة في كانون الثاني/يناير.
حيال هذا الوضع الصعب، شجع المستشار الألماني أولاف شولتس الموظفين على عدم التقاعد باكرا بينما تعمد الشركات الى اختبار الاستخدام المتزايد للروبوتات كما هي الحال في مجال تقديم الرعاية للمسنين.
نقص يجب تعويضه
مطلع الشهر حذر شولتس في البرلمان، من ان الاعتماد على سكان ألمانيا فقط “لن يكون كافياً” لتعويض النقص.
يحاول الصناعيون مواجهة تحديات النقص بأنفسهم من خلال اقتراح تدريب الاجانب.
بُنيت مدينة أيزنهوتنشتات الجديدة (مدينة مصانع الحديد) في الخمسينات في عهد ألمانيا الشرقية الشيوعية. وتوظف ارسيلورميتال 2700 شخص وتستقبل سنويا خمسين متدربًا جديدًا مثل ستيفن مايو.
وصرح لوكالة فرانس برس في المصنع “من أجل مستقبلي المهني يجب أن أبقى هنا”، وإن كان يفتقد لبلده.
قال وزير العمل هوبرتوس هيل خلال زيارة قام بها أخيرا للمصنع حيث التقى متدربين إن التدريب المناسب مهم “لاستبقاء” الشباب.
لكن من الصعب بشكل خاص ايجاد مرشحين في شرق ألمانيا بسبب الدخل المنخفض مقارنة بالغرب والسمعة غير المضيافة.
وضح الوزير “لذلك سنستقطب أيضًا العمال الذين نحتاجهم من خلال فتح قنوات الهجرة القانونية”.
ذكر أكيم ديركس نائب مدير غرف التجارة الألمانية (DIHK) مطلع العام أن النقص قد “يعيق تحقيق الأهداف الانتقالية المهمة” في ألمانيا نحو “السيارات الكهربائية أو الطاقة المتجددة”.
على سبيل المثال تخطط مجموعة ارسيلورميتال للاستعاضة عن أحد الأفران الذي يعمل بالوقود الأحفوري بوحدة هيدروجين وكهرباء جديدة بحلول نهاية عام 2026.
سيؤدي التحول إلى عمليات إنتاج أكثر مراعاة للبيئة إلى الغاء بعض الوظائف ولكنه سيستحدث وظائف جديدة وبالتالي فرص عمل جديدة.
يقول بلاشيك “نحن أمام تحول تقني كبير… إذا أردنا تحويل منشآتنا خلال السنوات الأربع المقبلة، علينا أن نبدأ بتغيير اسلوب التدريب اعتبارا من الآن”.