خداع الخطيئة – صابرين
هكذا مضت بنا الحياة حتى تخرج أخى الأكبر مـــن الجامعة وتزوجت أختى الكبرى بعد كفاح مرير من جانب والدى كى يجهزها ،وحصلت أنا علـــــــى دبلوم التجارة وبدأت رحلة البحث عن عمل كى أدخر لنفسى نفقات زواجى حين يأذن المولى عزوجل لى بالزواج ، وبـــعد بحث طويل وشاق استطعت الحصول على وظيفة سكرتيرة فى شركة صغيرة لتوظيف الأموال بــــمرتب خمسمائة جنيه فى الشهر ،وفرحت بعملى كثيراً ووجدت فــــــــــيه حلاً لكل مشاكلى ورحت أبذل فـــــــــيه كل جهدى وأعمل ساعات إضافية لأنال رضا رئيسى ،ورضى رئيسى بالفعل عن عملى فرفع مرتبى إلى سبعمائة جنــــيه فى الشهر وسعدت بذلك كثيراً وتغيرت نظرتى للحياة وارتديت الــــــــحجاب كاملاً تعبيراً عن شكرى لنعمة الله على ّ،وبدأت الحياة تبتسم لى !!
لكن دوام الحال من المحال فبعد أربعة أعوام مــــــــن عملى بشركة توظيف الأموال فوجئت بالشرطة تُلقى القبض على صاحبها لصدور عدة أحـــــــكام ضده ،وأغلقت الشركة أبوابها وأصبحت فــــى الشارع لا عمل لى وانتابتنى حالة من اليأس الكبير من كل شىء فى الحياة !
ومرت الشهور علىّ بطيئة ثقيلة وأنا فى بيت أسرتى وما أدخرته من راتبى الكبير يتسرب من بين أصابعى ،وذات صباح قرأت إعلاناً عن كازينو يطلب مضيفات للعمل بـــــــه ،وتوقفت طويلاً أمام الإعلان ودارت برأسى الأفكار فاستعذت بالله منها وطويت الصحيفة ثم وجدت نفسى دون وعى أعود إلى الإعلان وأقرؤه من جديد وأفكّر ،ثم فجأة نهضت وإرتديت ملابسى وأخرج إلى عنوان الكازينو المذكور فى الإعلان وأتقدم إلى صاحب الكازينو طالبة الوظيفة !