قصص

طلقها لأنها أنجبت بنتاً

 

بينما تزوج هو من امرأة لا

تنجب سوى الذكور لكن لم يفرح أبدًا وكأن الله يعاقبه بذنب ابنته وزوجته فكلما أنجب ولدا يأتي الطفل ميتًا وقد توفيت والدته من حزنها على حال ابنها حتى زوجته تركته بعدما تعرض لحادثٍ أليم أقعده الفراش .

مضت الأيام تتبعها شهور تتلوها سنوات بمرها ولياليها الحالكة ونهارها الكثير بالذكريات المؤلمة ليذهب بعدها إلى إحدى دار المسنين والتي أخذه إليها أحد أبناء القرية حيث توجد في عاصمة البلاد لعله يجد

الونس بينهم وينسى ما حلّ به يوم الجمعة رأى الجميع يرتبون أنفسهم ويهندمون ملابسهم في ذاك اليوم المخصص لزيارة الطبيبة آلاء وهي طبيبة نفسية حددت موعدًا أسبوعيًا لهم لزيارتهم والإطمئنان

مقالات ذات صلة

عليهم والأخذ بيد من تدمرت نفسيته إثر دخوله الدار دخلت باسمة الوجه مشرقة تمسك بيدها صحنًا كبيرًا من الكعك التي تصنعه خصيصًا لهم في كل زيارة ، إلتف الجميع حولها وأخذوا يضحكون كثيرًا وتضحك هي بينما جلس هو بعيدًا يتأمل فانتبهت لأمره فاستأذنتهم وذهبت إليه …=تفضل

…صنعت هذا الكعك بنفسي …تبدو جديدًا هنا ..لم يتفوه بكلمة وظل يطالعها كثيرًا وكأنما يتفحصها.ماذا بك … هل تريد مساعدة مني في شيء … ان كان هنالك مايزعج صدرك فأخبرني سأهون عليك الأمر ..

هل أحزنك أحد أولادك رد هو ولسانه مثقل بالهموم كصدره …-لا …أنا أعيش وحدي ربتت هي على كتفه بنظرة حانية…=أنا آسفة … ثم نظرت شاردة واغرقت عينها بالدمع …جميعهم يظنون أني آتي فقط

لأجل مساعدتهم بتحسين نفسيتهم ولا يعلمون أني آتي إليهم لمساعدة نفسي .

.. فأنا يتيمة لأبٍ لا أعرف عنه سوى أنه طلق أمي منذ زمن فلم أتذوق في حياتي طعم حنان الأب .. لم تحرمني أمي من شيء قط .. لكن حرمني هو من كل شيء … انفجر باكيًا وقد تذكر الماضي الذي

حاول جاهدًا أن ينساه ونظر إليها بعين تطلب العفو …-اسمك آلاء سليم الصالحي انتفضت هي عن مكانها وقد ذُهلت من معرفته بها وهي التي لا يعرف عنها أحد سوى إسمها الأول …=كيف عرفت

إسمي ؟ -تشبهين أمك وكأنما أنتِ نسختها الثانية … أنا سليم الصالحي كادت أن تقع أرضًا من الصدمة التي حلت بها ولم تحسب لها يومًا حساب فطالما حاولت البحث عنه لكن لم تستطع لئلا تجرح أمها

كما أنها لم تكن تعلم عنه سوى اسمه فساقه القدر إليها ، ضمته ضمة طويلة ضمة فتاة ترى والدها لأول مرة

… =لن أسألك عما قد مضى لكن أين كنت وماذا جاء بك إلى هنا .. ماذا حلّ بك !؟أطرق النظر إليها وفرت دمعة من عينه ولا زال يمسك بيدها ثم نظر أرضا استحياءً … -حلّ بي عقاب الزمن … فكما حرمتك

من الأبوة حرمني الله من ممارستها وكما ظلمت أمك في عز فرحتها بإنجابك عاقبني الله في عز جبروتي وأقعدني الفراش وكما أخرجت أمك من بيتها مرغمة وتركتها في وقت شدتها خرجت زوجتي

الثانية من بيتي وطلقت نفسها بالقانون لتتركني في وقت شدتي وأما مالي الذي بخلت بالانفاق عليكِ به فلا أملك منه اليوم شيء … حتى أمي ماتت بحسرتها على أولادي الذي لم أعش مع أحدهم يومًا واحدًا … حلّ بي اليوم مافعلته بالأمس . بكت بفطرتها الحنون وبعطفها ومازرعته أمها فيها من الخير

…=لم تخبرني أمي أبدًا أنك تخليت مني … لكن ستظل أبي ويكفي ماحدث لك أبد الدهر … سأزورك دائما لكن سأظل في كنف أمي التي لم تهملني يومًا… سأظل بجانب تلك المرأة التي تركت أهلها

لإرغامها كثيرا على الزواج مرة أخرى لكنها اختارت تربيتي واختارت أن تكون لي الأم والأب ونزلت إلى العاصمة وعملت كل شيء لأجل إسعادي وتلبية رغباتي ، تلك المرأة التي ظلمتها أنت وليس لديها في

هذه الحياة سوايّ . كان حديثها كفيلا أن يصفعه صفعات كثيرة ، أن يعيد إحياء ذكراه دائما وكأنه كما ظلم بالأمس يُظلم اليوم . لم تخبر أمها بشأن شيء لئلا توقظ بها ألمًا سعت جاهدة لنسيانه وظلت هي

تزوره دائما وهي تظن أنها بذلك تسعده بينما كان في كل مرة يبكي أسفًا وندمًا على ما اقترفته يده غريبة عندما نملك السعادة لا نشعر بها ونعتقد أنّنا من التعساء. ولكن ما أن تغادرنا تلك السعادة التي لم نقدرها حق قدرها حتى تعلن التعاسة الفعلي عن وجودها ونندم ساعة لا يفيد الندم على ما أضعنا وما فقدناه ..

موقع كامسترو للسياحة العالمية من أفضل المواقع فى مجال السياحة انصح بزيارتة .
الصفحة السابقة 1 2

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى