السـ.ـاحرة التائبة
و هذا ما يسمى بالخلوة.. و تقوم بهذا الأمر للتعلم هناك أكثر فأكثر..حتى ترتفع إلى مرتبة أكبر من السحر و الشعوذة..و العياذ بالله.. و كلما أذعنت في الشرك بالله من ذبح لغير الله و المناداة بأسماء و كتابة طلاسم خاصة و القيام بعبادات و أفعال مقيتة.. قد تبقى أسبوعا في الخلوة.. كانت تعلم ما بينها و بين نفسها أن هذا الطريق عاقبته خطيرة.. و تفكر بالتوبة لكنهم بالمرصاد.. تكره سماع الآذان أو القرآن أو أي شيء له علاقة بالدين.. لم تكن تقوم بأي أعمال منزلية..فكانت تعتمد على الخدم.. خصوصا أنها أنجبت طفلة مع زوجها الأخير.. لم تكن تربطها بأولادها رابطة سوى المال و تحقيق مطالبهم.. رغم كل الأموال و العقارات لا تحس إلا بضيق شديد.. لا تحس إلا بقلب مخنوق طوال الوقت..و كأن جبالا على صدرها.. فتصير من كثرة العمل و وصل الليل بالنهار ككلب أجرب..نتن الرائحة كرائحة الجثث..
و حدث عدة مرات أن وصلها اتصال من العديدين..أشخاص خطرين.. ليستعينوا بخدماتها الشركية.. الأمر ينجح فقط مع من هو بعيد عن الله.. أما من يتقي الله فلا يضره شيء.. و هي ما إن تسمع القرآن إلا و تصير كحشرة لا حول لها و لا قوة.. كانت أمام كلام الله تقف عاجزة.. و هو نقطة ضعفها الوحيدة..
لكن جاذبية المال و المجوهرات و كل ما تحصل عليه كان لا يزيدها إلا فتنة على فتنة.. بدأت تفكر بشكل فعلي بالتوبة الفعلية و التوقف عن ممارسة الشعوذة.. منذ أن حضرت مناسبة عائلية..فكانت رائحتها منتنة جدا جدا.. حينها أخذتها إحدى قريباتها للحمام و بدأت تحممها و تنصحها أن تعود إلى الله سبحانه.. عندها صعقت ..و رأت نفسها حقيرة و قذرة.. كان أيضا من بين أعمالها هو المشاركة في البحث عن الكنوز تحت الأرض ..
و هو ما يسمى بالزهريين.. و قبل ان تتوقف عن إيذاء الناس .. جاءها أحد السحرة المختصين في البحث عن الكنوز.. و كانت تساعدهم في البحث عن أطفال خاصين بهذا الأمر.. و هم الزهريين.. لهم صفات خاصة يحبها السحرة من الإنس و الجن.. و كانت تساعدهم في
و كانت تساعدهم في البحث عنهم.. الزهريين لهم صفات خاصة يحبها السحرة من الإنس و الجن.. هؤلاء الأطفال يكونون مميزين..هم فقط من يعرفونهم.. و وجب على سبيل الإحتياط تحصين الصغار حتى لا يتعرضون للأذى من أعين الجن..كما في السنة النبوية الشريفة..
كانت تشارك في هذه العمليات ..و كان حضور الطفل الزهري شرط يحدده خادم السحر لإيجاد الكنز..و تكون الشروط مختلفة كل حالة على حدة.. لم يكن يهمها في كل هذا إلا حصولها على نصيبها من الكنز الذي يكون قيما جدا.. هكذا أمضت ما يقارب 20 سنة في هذا العمل و العالم الخبيثين.. لم تكن كالبشر ..همها الوحيد هو جمع المال بأي طريقة كانت.. بعد أن عرفت جرمها .. عاهدت نفسها أمام الله أن تصلح كل أخطائها.. و كل من آذتهم أن تفك سحرهم ..رغم الوقت الطويل الذي قد يقتضيه الأمر.. و لكن عندما بدأت عملية الإنسحاب و التوبة جاءها رئيس الخدام الذي علمها السحر..
و بدأ يساومها .. أنه إن كانت تريد شهرة ستصير أشهر مما هي عليه.. و إن كانت تريد مالا أكثر و مجوهرات سيصبح لديها أضعافا مضاعفة.. رفضت كل شيء و لم تعد تعمل تلك الأمور الشركية.. فصارت التهديدات متتالية.. حقق بعضها.. و صارت مشاكل بينها و بين زوجها و أولادها .. تخاصم معها الجميع..و بقيت وحدها.. و كل مرة تحدث لها مصيبة..و ذاك انتقام من الله سبحانه و تعالى.. و فقدت أموالها التي ابتزتها من الناس.. و كانت في بعض الأحيان تضعف و تفكر في العودة و لكنها تتراجع و تبقى مصممة على قرارها..
تشبثت بالصلاة ما استطاعت.. كانت في بادئ الأمر كلما دخلت في الصلاة إلا و يظهرون أمامها و هم يفعلون الفواحش.. يحاولون بشتى الطرق أن يشتتوا تفكيرها.. بقيت مصممة على الصلاة إلى أن صارت مواظبة عليها و لا تفوتها صلاة الفجر.. بعدها صارت تقوم الليل.. ثم بدأت بكفارة الصيام.. لم تعد تبدو جميلة كما كانت.. أصيبت بعدة أمراض بسبب خدام السحر.. تعلم أن ذنبها لا يغتفر.. و أن ما فعلته بالناس سيبقى في رقبتها.. هذه حكاية ساحرة استسلمت لنزواتها ..آثرت أن تخرج هذه الإعترافات إلى العلن..
تقول أنها لم تتجه إلى هذه الطريق بإرادتها و لكنها هي أيضا سحرت يوم زفافها.. و نتيجة لاستسلامها ارتكبت أكبر الكبائر.. تقول:لو وجدت من يرقيني آنذاك لما حصل كل هذا.. و لكن كل شيء يحدث لسبب.. و تحمد الله أن توقفت على الأقل عن أذية الناس..
فلا طريق يدوم و ينجي إلا طريق الحق سبحانه.. و لا تعلم مصيرها عند الله سبحانه..و ستقوم بكل ما تقدر عليه لفضح السحرة و وعظهم للتوقف عن سلك تلك الطريق.. طريق الشرك بالله .. نسأل الله العفو و العافية و السلامة الدائمة من شر كل ذي شر هو آخذ بناصيته.. (إنتهى ..أتمنى أن تعجبكم هذه القصة أعزائي القراء..و لتعذروني على الإطالة )