قواعد اللعبة في سوريا بدأت تتغير بقوة وسط حسابات جديدة مفـاجئة لكافة الأطراف وحديث حل قريب مختلف
قواعد اللعبة في سوريا بدأت تتغير بقوة وسط حسابات جديدة مفـاجئة لكافة الأطراف وحديث حل قريب مختلف
كشفت مصادر صحفية وإعلامية عن كواليس الحل المنتظر للملف السوري في ضوء مسارات التطبيع مع دمشق والموافقة على عودة النظام إلى مجلس جامعة الدول العربية، مشيرة إلى أن قواعد اللعبة في سوريا بدأت تتغير بقوة وسط حسابات جديدة مفاجئة لكافة الأطراف.
وأوضحت التقارير نقلاً عن مصادر دبلوماسية غريبة أن كل طرف من الأطراف المعنية بالملف السوري بشكل رئيسي بات لديه حسابات جديدة في الوقت الراهن مختلفة كلياً عن الحسابات السابقة في التعامل مع هذا الملف.
وبينت أن المتغيرات على الساحتين الدولية والمحلية في سوريا قد جعلت الدول الكبرى وفي مقدمتهم روسيا والولايات المتحدة الأمريكية إلى تغير نهجهم بالتعامل مع الملف السوري بالكامل.
وأشارت إلى أن الحسابات الروسية الجديدة قائمة على دعم مسارات التطبيع مع دمشق سواءً تطبيع الدول العربية مع النظام أو إعادة العلاقات التركية مع الأسـ.ـد، بما يفسح المجال لنضوج حل مختلف في سوريا مبني على أسس التوافق بين الدول الوازنة والمؤثرة في الملف السوري وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية وتركيا.
وبحسب المصادر الدبلوماسية فإن موسكو تسعى للوصول إلى حل يضمن مصالحها التي حققتها في سوريا طوال السنوات الماضية، حيث ترى القيادة الروسية أن بقاء “الأسـ.ـد” على رأس السلطة في الأمر الذي يضمن لها تحقيق مصالحها بالكامل في سوريا والمنطقة عموماً.
وأضافت أن الروس لا يبدو أنهم مستعدين بأي شكل من الأشكال للمساواة على بقاء “الأسـ.ـد” على رأس السلطة في سوريا، لكنهم يطرحون حلاً بديلاً يتمثل بمشاركة المعارضة المعتدلة في الحكم عبر منحها حقائب وزارية دون الاقتراب من الحقائب الوزارية السيادية.
وبينما تسعى موسكو للتوصل إلى حل على مقاس مصالحها الضيقة في سوريا، يبرز مسار آخر تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، ويقوم على مبدأ بأن أي حل للملف السوري بدون موافقة واشنطن لن يبصر النور ولن يكلل بالنجاح مهما كان هناك توافق بين الدول التي بدأت بإعادة علاقاتها مع دمشق في الآونة الأخيرة.
ووفقاً للمصادر فإن الولايات المتحدة الأمريكية كذلك الأمر تتفق مع الروس على عدم المساس بمقام الرئاسة في سوريا، لكنها في ذات الوقت تطلب أن تقوم دمشق بخطوات عملية واضحة وملموسة في مسار الحل السياسي للملف السوري.
وأكدت المصادر أن الولايات المتحدة الأمريكية لديها الكثير من الأوراق الرابحة بخصوص عرقلة أي مسار لا يلبي الحد الأدنى من مطالبها في سوريا، وفي مقدمة تلك الأوراق هو تمسكها بتطبيق القرار الأممي رقم “2254”.\
ونوهت أيضاً إلى أن أمريكا تملك كذلك الأمر ملف المحاسبة، لاسيما بما يخص امتلاكها دلائل واضحة على استخدام النظام للأسـ.ـلحة الكيـ.ـماوية ضد المدنيين في سوريا لأكثر من مرة، بالإضافة إلى ملف العقـ.ـوبات وإمكانية فرض عقـ.ـوبات على الدول التي طبعت علاقاتها مع دمشق في حال لم تتم مراعاة المصالح الأمريكية في سوريا والمنطقة.
وختمت المصادر حديثها مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تدفع باتجاه حل جديد في سوريا قائم على المبادرة العربية المقدمة من قبل “الأردن” والتي تقوم بالدرجة الأولى على مبدأ خطوة مقابل خطوة ومن ثم الوصول إلى التنفيذ الكامل للقرار “2254“.