إسلامي

ما معنى قول الله تعالى: (وأنه هو أغنى وأقنى)؟

وما قد يقال إنَّه ليس كلُّ إنسانٍ أُعطي الغنى والكفاية، فإنَّه يقال إنَّ المقصود من الآية بناءً على ذلك هو أنَّه مَن أُعطيَ الغنى فإنَّ الله تعالى هو من أغناه وإنَّ من أعطية القِنية فإنَّ الله تعالى هو مَن أقناه، وعليه فالآية بصدد تصحيح ما يتوهَّمه الواهمون من أنَّ الغِنى الذي يحظى به الأغنياء هو من جهدِهم وتدبيرهم كما زعم ذلك قارون: ﴿قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي﴾ (3) فالآية تنفي ذلك الوهم وتؤكِّد أنَّ ما يحظى به الأغنياء من الغنى فهو من عند الله تعالى، فهو جلَّ وعلا مَن أغنى وأقنى.

المعنى الثاني: أنَّ المراد من قوله تعالى: ﴿وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى﴾ هو أنَّه تعالى أغنى وأرضى، فإنَّ العرب قد تستعمل هذا اللفظ في إفادة معنى الإرضاء يقال: أَقْناه إذا أَرْضاه، وأَقْناه أَي أَعطاه ما يَسكُن إليه، وقَنِيتُ به أَي رَضِيت به (4).

ولعلَّ هذا المعنى يرجع في المآل إلى المعنى الأول، فأقنى من القِنية وهو المال الذي يرتضيه الإنسان فيقتنيه ويدَّخره، ولذلك قيل: واقْتَنَيْت لنفسي مالاً أَي جعلته قِنية ارْتَضَيْته.

لمتابعة القراءة اضغط على الرقم 4 في السطر التالي 👇

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى