قصص

عمار وعلقم – قصة خيالية

قصة عمّار الجزء الخامس
….. بدأ إمام المسجد يحكي لعمار قصة علقم وقال

علقم ليس إبن القرية لقد جاء الى هنا منذ زمن بعيد واذكر ان إمراة غجرية هي من أحضرته الى هذه القرية كان طفلا ليس كمثل بقية الاطفال يقتل حيونات ويتلذذ بتعذيبها

ويمارس منكرات جهارا ونهارا لم يكن احد قادر على بطشه او الاقتراب منه يده كانت صلبة كصوان يضرب بيها فيوقع اقوى رجال كان مسكون من الجن وياعوذ بالله

ثم كبر علقم هنا شيء فشيء وكبرت معه مشاكله ومصائبه لدرجة انه أصبح غولا حقيقي والسر كله يعود لتلك المراة الغجرية التي ربته في بيتها يقال انها كانت ساحرة ومشعوذة

وكانت هي من اورثته طبائع الشر والمنكر من خلال الاعمال التي كانت تعلمها اياه واغلب الظن انها هي من سخرت الشياطين والجن بجسده عن طريق السحر حتى صار كائن بشري ممسوخ مسكون بهم .

مقالات ذات صلة

فسأله عمار مرة اخرى قائلا : وهل تزوج علقم من إحدى نساء اهل القرية ؟

سكت إمام وراح ينظر إليه عميقا ثم اردف قائلا : ولماذا سألتني هذا سؤال ؟

تنحح عمار قليلا ثم قال : لانه يامولانا قد جاءت عندي زوجته ليلة البارحة وعرضت علي ان أساعدها في أمر مهم مقابل ان تساعدني هي في خروج من هنا

و كانت تحاول ان تجعلني ابدوا أمامكم بانني انا هو علقم من أجل اجمع المال من اهل قرية وأستغل غفلتهم واعتقادهم بأنني انا هو علقم.. ويخافوني مني ويقدمون لي ما أطلب .

فسأله إمام قائلا : وبماذا أجبتها انت ؟

رفضت طبعا فلا يمكن ان أتحول الى لص وقاتل كما كان يفعل ذلك الشخص الذي تصفونه بانه ملعون

انا ياحضرة إمام قد دخلت الى هذه القرية بخطأ كنت ابحث عن صديق قديم يدعى خالد اعرفه منذ ايام خدمة العسكرية ولا علاقة لي بكل الذي تعرفونه فلا يعقل ان اسلمها نفسي حتى تجعل مني لصاً وقاتل

وحتى لو بقيت هنا منبوذا بينكم فأنني لن ارث من ذلك الشخص الذي يشبهني أفعاله قذرة يكفي ما لقيته من مصائب بسبب شبه الذي بيننا وهي ترديني ان اتشبه حتى بطباعه

إبتسم إمام مسجد وقال : بارك الله فيك لا أنكر اني أعجبت بك فيا سبحان الله هناك فرق بين ثرى وثريا رغم تشابه كلمتين فثرى هو ندى الارض والثريا هي نجوم العاليا في السماء والتي يشع بريقها كل ليلة مع بداية مغيب

وهذا هو الفرق بينك وبين علقم وما حصل لك مع عقلم لم يكن الأ ما صدفة وقعت بين توأم القدر .

إستغرب عمار من الجملة الاخيرة فقد سمع هذه الجملة من قبل وراح يفكر من اين جائت اليه ومن أين سمعها وسأل الامام قائلاً : توأم القدر من اين سمعت بهذه الكلمة يا حضرة إمام ؟

إبتسم إمام إبتسامة مشرقة وقال : من إمراة تدعى دليلة يابني دليلة التي جاءت إليك البارحة لم تكن زوجة علقم كما أخبرتك انها ابنة اختي

عمار………….. ????????????????????????????

إنقلب كل شيء في ذهن وعقل عمار ولم يعد يفهم ما يجري من خلفه ولا من حوله وراح ينظر الى إمام مسجد في صدمة وذهول وكأنه بات أطرش وأعمى في حفلة عرس لا يعرف ما يدور فيها

فكل يوم يتفاجئ بشيء جديد في هذه القرية التي أصبحت تخبيء له الكثير من الأسرار والمفاجأة (وفي كل جزء تتفاجؤو انتم ايضا متتابعين قصة عمار)

فنطق عمار بصوت متعرج يسأله قائلا: هل قلت لي ان دليلة ليست زوجة علقم ؟

حرك إمام رأسه بالايجاب وهو يحدق مبتسما في عمار ويتأمل مشاهد صدمة ودهشة وهي تعصر وجهه وقال :أجل دليلة ليست زوجة علقم

فتح عمار فمه محتارا مما سمع وأدرك ان كل ذلك كلام الذي قالته له عن علقم كان كذب فعاد يسأله مرة اخرى قائلا :

ومن تكون دليلة ؟

ضحك إمام بصوت منخفض وهو يراقب دهشة عمار الذي أحس بأنه صدم بخبر وقال : دليلة هي إبنة اختي انا وهي من أعدت لك هذا الطعام وهي الان مع زوجتي في منزل أهلي وانا من أرسلتها لك حتى تتحدث معك على أنها زوجة علقم

عمار…………..

……. تجمد عمار في مكانه ولم يعد يصدق ما يسمع وراح شاخصا بصره في إمام المسجد وعلامات تعجب تدور حول رأسه وكأنه لم يعد يستوعب ما يحصل خلف كواليس فسأله بصوت مصدوم قائلا : ولكن لماذا فعلت كل ذلك يا حضرة إمام ؟

تربع إمام مسجد في جلسته وقال شارحا :بعدما أدركت بأنك لست انت علقم خشيت ان تكون انت أخوه او أحد اقاربه يحاول ان يتسلل بيننا وينتقم له او يحاول يبحث عن المال الذي كان علقم يجمعه من أهل القرية ويسرقه منهم

فقلت لا بدا من ان أتبين نوياك جيدا وان تبقى في نظر الناس على أنك هو علقم حتى اعرف الحقيقة. فاتفقت مع إبنة اختي دليلة على ان تذهب اليك وتقدم اليك طعام وتأخذ معك موعدا بعد ان ينام الجميع

وتأتي اليك لتتفق معك على تمثل دور زوجها أمام الجميع وبعد منتصف الليل احضرتها اليك وكنت انا واقف خلف جدار أستمع لكلامكم وقد سمعت كل حوار الذي دار بينكما وارتحت بأنك لست هنا من أجل الانتقام او الطمع في المال

وتأكدت بان كل مافي موضوع هو مجرد تشابه ليس إلا وبعد اذان الفجر دخلت الي قادم من هناك لان ضميرك الحي لن يدعك تنام وستلجىء اخيرا الى بيت الله وها انت الآن في منزلي وقد عرفت كل شيء

أحس عمار بأن صدره ينشرح وانا غمام الحيرة قد بدا ينقشع وقد إتضحت له كل رؤيا وفهم كل ما كان يدور من حوله فضحك على نفسه وعلى ما جرى معه وهو غير مصدق بالمقلب الذي وقع فيه وقال : أتعلم ياحضرة إمام كنت أفكر في أنك اذا ما طردتني مرة أخرى من مسجد بأن أخذ دابة من اهل القرية واركب عليها واقطع بها طريق العودة

ولن أبقى هنا ثانية واحدة ولكن جميل بانك قد إستقبلتني وشرحت لي كل شيء فعلي الاقل لن أذهب وانا محبط وغافل ولكن أخبرني كيف مات علقم فقد حكت لي دليلة قصة موته فهل مات كما اخبرتني هي فعلاً ؟

فأجابه إمام مسجد شارحا : لا فعلقم مات بطريقة شنيعة جدا ولا أحد شاهد كيف مات سوى انا وسأخبرك بها بشرط لا تحكي لأحد من اهل القرية ولا أحد أخر سواك يعلم بهذه قصة

كان ذلك في إحد الليالي حينما كان يجبر علقم اهل القرية بأن يدخلوا لمنازلهم ويظل وحده يتجول في أرجاء القرية اذكر حينها انني نهضت لقيام الليل

وكان ذلك قبل يوم واحد من شهر رمضان شاهدت من نافذة منزلي هذه التي تطل على ساحة القرية ثلاث رجال يرتدون عباءات بيضاء ووجهم يشع كالنور وهم يدخلون من جهة الامامية للقرية

وكانوا يمشون بخطوات ثابته وملامحهم لا تظهر رغم انهم كانوا قطعة من ضوء قمر ولما رأهم علقم صرخ من الخوف والرعب وكأنه كان يعرفهم فهذه اول مرة أشاهد علقم وهو خائف ومرعوب فأمسكه أحدهم من يديه اليمنى والاخر من يديه اليسرى ثم جاء الشخص الثالث وغرس شيء في قلب علقم وتركه طريحا على الارض وبعدها اختفوا في لمح البصر

كانت اقدامي ترتعد من الرعب من رؤية هذا المنظر وانا أتساءل من يكون اولئك الثلاثة الذين دخلوا الى القرية وقتلوا علقم وبينما واقف في حيرة اذا بي أسمع صوت قادم من بعيد وكان صوت الاذان فعرفت من يكون اولئك

وفي صباح إستيقظ اهل القرية واذا بهم يجدون جثة علقم ممدة في ساحة والغريب انه لا توجد اي اثار للدماء او خدش على جثته رغم انني متاكد اني لمحتهم وهم يدخلون شيء في جسده ثم حملناه وأخذناه للمقبرة لدفنه وحينما حفرنا قبره فاذا بصوت يأتي من خلفي ويقول لي لا تصلي عليه التفت الى مصدر صوت فلم يكن هناك اي أحد

وبينما نحن عائدين الى منازلنا شاهدت شيء يدخل الى قبر علقم فعرفت انهم جاؤو لاخذ جثته وما ان جئت اتكلم حتى نادى علينا نفس صوت قائلا اكمل طريقك ولا تنظر خلفك وهذه كانت قصة نهاية علقم

لمتابعة القراءة اضغط على الرقم 6 في السطر التالي 👇

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى