قصة المتسولة ذات النقاب
– ماذا ان اليه والينا راجعون رحمة الله عليه وعلى كل المسلمين .كيف مات !
– لقد مات وهو يحاول البحث عن لقمة العيش ياولدي
توفي وهو يحاول الوصول إلى الضفة الأخرى شاءت الأقدار ان تنتهي رحلته في البحر .
ركبنا سيارة أجرة طلبت من السائق إيصالنا إلى بيت خالد يقع على بعد نحو ثلاثين كيلومترات من مركز المدينة .
أثناء الطريق غرقت في هواجس لم تستطيع حكايات السائق انتشالي منها.
– لله ما أخد ولله ما أعطى ها أنا اليوم أفقد شخص كان أخ وصديق لي ، لم أكون حاضر في وقت دفنه ، كم من ابناء هذا الوطن رحلوا .
خالد شاب تجاوز الثلاثين من عمره حاصل على شهادة الدكتورة في القانون .لم تنفعه سنوات دراسته للحصول على وظيفة بسيطة او عمل شريف ، مع الأسف هناك الكثرين مثل خالد .
وصلنا إلى البيت صمت رهيب ، تتخلله بين الفنية والآخرة تمتمة بعض الحاضرين داخل باحة البيت التي تبدو أحيانا ملجأ لبعض الفضولين والنمامين هؤلاء يحضرونا في كل المناسبات الأعياد الأعراس كذلك في الجنائز .
المتوفي شاب مغربي الجنسية ، بهي الطلعة ، ممتلئ الجسم ، طويل القامة ،شعره الأسود الناعم يزيده وسامة وجاذبية ، يدعى خالد .
لم تتحقق أحلامه ، لقد تحقق له حلمه الوحيد لطالما ردده
( ياصديقي لن أقع في الحب ولن أتزوج على هذه الأرض لا تصلح لكي أنجب ابناء عليها …………الخ )
خرجت لأتنفس الهواء فا أنا لا أحب الأماكن الضيقة ، ولا التجمعات الكثيرة ، رأيت صاحبة النقاب ، ترددت هل أذهب لاتكلم معها أم لا ،
سأذهب على كل حال لم يتبقى لي الكثير هنا
_ السلام عليكم أختاه
_ وعليكم السلام
_ هل أخد من وقتك القليل لو سمحت
_ بأي حق وأي جرأة
_ لا تسيئ فهمي أختاه نيةِ حسنة اريد الزواج بك على سنة الله ورسوله اذا وافقت على شخصِ المتواضع ،
_ ماذا تعرف عني وهل الزواج لعبة لكي تتسرع هكذا ؟
_ خير البر عاجله أختاه لقد رمقتك وأنتِ تبيع الورد وتتوسل للزبناء في المقهى
_ أنتَ لا تعرف عني شيئاً ، وأنا ابيع الورد ولا اتوسل لأي كان مفهوم
_ لقد قلت لي في المقهى صداقة ..ماذا يفسر ذلك
_ يا سيدي أنت لا تعرف معنى غض البصر ،رأيتك تنظر لي بدون خجل أو احترام خشيت ان تتبعاني في الشارع كما تفعل أغلب الكلاب ، فقلت ذلك .
لا تقول هذا استغفر الله أعترف لقد شردت في جمالك ووقعت في بحر عيونك ،
قاطعتني لو سمحت ابتعد عن طريقِ لقد بلغت في كلامك
_ أنتِ لست متزوجة ولا مخطوبة ، وأنا اريد الزواج بك وسأتي لخطبتك اذا اردت
اسمي ياسمين
أنت صاحبة هذا الكتاب صح
كما قلت لك اسمي ياسمين ..كنت ابيع الكتب في المقاهي للزبائن ، ألفت قصصا عديدة وبعض الروايات القصيرة ، في مواضيع مختلفة بأسلوب ممتع وسهل لكني لم اعثر على دار نشر تتفهم إمكانياتي وظروفي ، وباءت كل محاولات بالفشل . وبعدها فكرة بطبعها وبيعها في المقاهي لعلي أكسب منها قوت يومي .
عندي صفحة على الفيس أنشر فيها بعض القصص القصيرة ومقالات متنوعة لبعض الكتاب أو أقوال فلاسفة …..إلخ
جميل لماذا لا تنشر روايتك على الأنترنت مجانا ، هكذا سيكون لك قراء ومتابعين
في الحقيقة قدمت هكذا عرض للقراء لو وجدت عدد كبير يرغب في روايتي أنشرها لهم مجانا
كيف
نشرت بعض الأجزاء من روايتي على بعض المجموعات والصفحة لكي يأخد القارئ فكرة أكثر على الرواية
وكان العرض لو وجدت عدد كبير من القراء يرغب فيها سأقوم بنشرها على الأنترنت
_ فكرة جميلة ومشجعة على القراءة هكذا القارئ لن يظطر لدفع مبلغ مالي فقط سيعمل إشارة لأصدقائه ومشاركة أجزاء الرواية لكي تلفت إنتباه القراء ….
_مع الأسف هذه الفكرة لم تلقى أي ترحيب
_هذه فكرة مذهلة وسهل تحقيقها يمكنك أن تصل لأكثر من مليون قارئ وقارئة في فترة قصيرة
_ هكذا فكرت ربما كتاباتي المتواضعة ليست بتلك الروعة
_ إذن سيدتي من اليوم أنا أول قارئ لك كتاباتك تستحق التشجيع والإحترام
_ كنت أعتقد بأني سأساهم في نشر ثقافة القراءة ونشر الوعي والمعرفة ، واربح القليل من المال ، ولكن كان للقراء رأي أخر ، لم يهتم أحد ، وما حز في نفسي وجعلني أشعر بالإهانة واحتقار شديدين ، هو معاملات بعض الأشخاص لي ، أحيانا تصلني بعض الرسائل أو أقرأ بعض التعليقات تجعلني أفكر في ترك فكرة الكتابة من الأساس ،
_ لا تفعل كتاباتك تستحق مع الوقت ستنتشر وستصل لكل القراء في العالم العربي والعالم وستجد مليون قارئ وقارئة
_ فكرة مليون قارئ وقارئة لا تتعلق بي ككاتبة ك ياسمين بل هي فكرة أردت لها النجاح لكي تعمم على كل الكتاب الصاعدين لو نجحت الفكرة سيتبنها باقي الكتاب وهكذا كل كاتب سيجد قراء لكي ينشر لهم صحيح ليس هناك ربح مالي لكن هناك ربح معنوي ربح كيف أشرح لك …..
_ أفهم عليك سيدتي لننسى الموضوع قليلا ونفكر في الموضوع الأهم ما رأيك بالزواج بي على سنة الله ورسوله
_ برأيك موضوع الزواج أهم ……
_ إسمع تزواجني ربما أكون فأل خير عليك
_هناك أمور أهم أركز عليها في الوقت الراهن
_ سيدة ياسمين هل فكرة المليون قارئ وقارئة أهم من تأسيس أسرة ؟ أقدم لك عرض أن نكتفي ببعضنا البعض أكون أنا مليون زوج و قارئ لك و تكوني أنت مليون زوجة و قارئة لي
_ لا أعرف هل هناك من سيفهم الفكرة من الأساس او ربما لم أشرحها بالطريقة الصحيحة أو لم أوضحها بشكل جيد…
_ بالمناسبة كم نسخة تم بيعها
_ بعد عدة شهور وجدت نفسي لم ابيع الا قصتين وروية اهذيتها لطفلة صغيرة مع توقيعي ككاتبة لم يكون لديها مال ،
وها أنا ابيع الورود ،
سأكون صريحة معك أنا أنتمي لأسرة فقيرة ، نحن سبعة إخواة، وأنا الأخت الكبرى ،أبي متوفي منذ عام أمي امرأة عجوز تجاوزة الستين من عمرها ، وانا من يعيل العائلة ،أدرس ساعات اظافية لأطفال الحي مقابل مبلغ رمزي
_ جميل إذا فأنتِ ضليعة في اللغة العربية ؟
لمعرفة التفاصيل اضغط على الرقم 5 في السطر التالي