قصص

واحتضنها الوحش – رواية قصيرة ممتعة

 

اقترب منها يقب*ل شفتي*ها بنعومة فأبعدته وقالت : انت قليل الأدب في كل وقت

ضحك جاد ثم قال : نامي يا تمارا.

قبل جبينها ثم دثرها بالغطاء ودلف خارج الغرفة.

هبط جاد الدرج وهو يتحدث في الهاتف : سامع يا مراد … ثانية وألقيك هنا .

مقالات ذات صلة

مراد : مش هينفع يا جاد .

جاد : مستنيك .

قالها وهو يغلق باب المكتب وعندما التفتت وجده ينظر له بمرح .

جاد بضجر : مرررراد.

ضحك مراد وتوجه نحوه ثم احتضنه قائلا: وحشتني يا ابو الصحاب.

ربت جاد علي ظهره ثم ابتعد وهو يقول: وانت كمان بس من غير غلاستك .

جلس مراد وهو يقول بغرور: دي خفة دم يا قلبي انت متعرفش أن دي ميزة التحديث الجديد .

جاد بإبتسامة: قاعد ما اندرويد… بقولك ايه ركز معايا

مراد : خير

جاد : تجهز مقابلة مع نيكولا بأي طريقة

نظر له مراد بصدمة وقال: برضو هتدخلها في الشغل .

جاد بضجر: أعتقد اتكلمنا في الموضوع .

مراد بضيق : يا ابني حرام عليك انت عارف ان اللي بيدخل الشغل ده مش بيخرج منه غير ميت .

جاد : خرجت منه ريم

مراد: بس مش هتعرف تخرج تمارا .

جاد : اشمعنا يعني .

مراد بسخرية: لأن انت مش هتخرجها الا لو جبت لك اللي انت عاوزه وتمارا علشان توصل كده هتتنازل عن حاجات كتير .

جاد بضيق من مراد : مش شرط

مراد بتهكم: اسأل ريم .

جاد بصراخ: مراااااااااد

مراد: جاد انا خايف عليك وعليها انت برضو كنت داخل علي أساس إنها صفقة واحدة تكسب منها بس دلوقتي بقيت واحد منهم .

تنهد جاد وقال: أنا مش عارف اعمل ايه .

مراد : بص اهدي شوية تحدد الموازين تعرف اذا كنت هتعرف تضحي بيها ولا لأ.

جاد بتوتر: وأنا ايه اللي يهمني فيها

مراد وهو ينهض : عليا برضو يا جاد .

جاد مراد يرحل ولكنه التفت وقال : وقبل ما تفكر في نفسك فكر في ولادك وهل هم علي استعداد أنهم يخسروها .

قالها ورحل تاركا جاد في دوامة من الفكر والألم .

__________________

 

استيقظت تمارا وهي تشعر بالتحسن فارتدت ملابسها وهبطت للطابق السفلي .

جلست على الآريكة فوجدت هاني يجلس بجانبها بتوتر فقالت : مالك يا هاني

هاني : في حاجه عاوز أقولها لك .

تمارا: قول

هاني بحرج: أنا بحب .

ضحكت تمارا وقالت : بتهزر .

هاني بضيق: طبعا هتضحكي عليا وتقولي أن انا عيل مراهق .

ابتسمت تمارا وقالت: لأ طبعا يا قلبي انت راجل .

ابتسم هاني فقالت : مين اللي امها داعيه عليها

هاني بتزمر: خالتو

تمارا: خلاص خلاص يا عم ايه اسمها

هاني : مش عارف … بس هيا جميلة اوي وعنيها حلوة وكمان شعرها أحمر وعندها غمازات

تمارا : يا لهوووي… كل ده

هاني: ولسه .

تمارا بتوتر : ابوك جاي .

اعتدل الإثنان فقال جاد بشك : في حاجه

تمارا : مفيش …. هاني : مفيش خالص

جلس جاد وهو ينظر لهم بضيق ثم قال : انت قاعد جنبها كدة ليه

هاني : مش فاهم

جاد : قوم من هنا

نهض هاني فجلس هو بجانبها وقال : مفيش وراك مذاكرة .

تمارا بتوتر: اه خلص

هاني بتوتر أكبر : لأ لسه وراي مذاكرة

قالها ورحل فقالت تمارا في سرها: الواطي واخد جينات أبوه .

اقترب جاد وقال لها : لازم نتكلم .

التفتت له ونظرت في عينيه وقالت بقوة : لأ

قالتها وكادت ترحل ولكنه أمسك يدها وقال : أنا عارف اني ظلمتك معايا بس صدقيني انا محتاج مساعدتك والدي ووالدتي ماتوا بسبب شوية أوراق معايا بس مش عارف ايه هيا .

التفتت له والدموع في عينيها: اعمل ايه يعني .

ابتلع ريقه بتوتر وقال : انتي بس هتقربي منهم هما لما يثقوا فيكي هيطلبوا منك الورق وهيقولوا ليكي مكانه

هبطت منها دمعة وقالت : بكل سهولة كدة

جاد : لأ طبعا هيبقى صعب في الأول بس اوعدك محدش هيأذيكي.

وضعت رأسها أرضا فقال بتوتر : أنا مش هجبرك علي حاجه فكري وقولي قرارك .

امأت له وصعدت غرفتها وظلت تبكي حتي حل الليل .

رفعت رأسها من بين يدها المتربعة حول قدمها على صوت الهاتف فنظرت للهاتف ب فرحة وأجابت قائلة : نور

نور : ايه رأيك في المفاجأة

تمارا وهي تمسح دموعها : كل ده يا نور انا افتكرتك نسيتي صحبة عمرك

نور بأسي: وانا أقدر … انتي عارفة مشغولة علشان الفرح .

تمارا: برضو هتجوزيه .

نور : بابا مصر .

تمارا : بس انتي مش بتحبيه

نور : ومش بحب حد يبقي علي بركة الله

تمارا بشك: نور انت بجد هتجوزي سامر

نور : مش عارفه يا تمارا انا تعبت

تمارا : وانا كمان .

نور : صحيح اخبارك ايه يا عروسة

تمارا بضيق: الحمد لله

نور : مالك

تمارا : مفيش يا نور

نور : ماشي هعديها بمزاجي.

قالتها نور ثم استمعت لطرق علي الباب فقالت : مين

= أنا سامر .

نور بضجر : طب أنا لازم اقفل .

تمارا : باي يا قلبي .

أغلقت نور الهاتف وتوجهت نحو الباب وقامت بفتحه وقالت : نعم .

دلف سامر الغرفة بسرعة البرق فقالت نور بصدمة : انت بتعمل ايه

سامر بغمز : بسلم علي عروستي.

نور بتوتر: اطلع بره يا سامر .

سامر وهو يقترب منها بوق*احة : هندردش شوية

نور وهي ترجع للخلف: ابعد عني يا سامر .

حاوط خصرها فدفع*ته بفزع: انت اتجننت اطلع بره

سامر : اهدي يا نور انتي مراتي .

نور : أنا مش مراتك واصلا مش موافقة علي الجوازة دي .

سامر : انتي بتاعتي بمزاجك او غصب عنك

نور ببكاء: بره

رحل سامر وانفجرت هي باكية تندب حظها والدها القاسي الذي يري أن سامر المناسب لها ليت والدتها بجانبها.

كانت تمارا تقف أمام غرفة ريم وهي لا تعرف ما الذي آتي بها إلي هنا …. طرقت الباب ولكن الصمت كان هو الإجابة فتنهدت وفتحت الباب .

توجهت نحو تلك الراقدة علي الفراش وجلست بجانبها ثم بدأت بالمسح على شعرها .

تمارا بحزن : ليه يا ريم

نظرت لها ريم بأسف فقالت تمارا : عارفة أي المشكلة ان أنا مش قادرة أزعل منك .

ابتسمت ريم بألم فقالت تمارا : فاكرة لما جبت ٩٩ في الثانوية العامة فاكره بابا فرح ازاي .

اختفت ابتسامة ريم لتلك الذكري وهبطت دموع تمارا وهي تقول : ملحقتش افرح بيها… مات وسابني في عز ما كنت محتاجها.

مسحت دموعها وابتسمت : بس انتي كنت بداله دايما بتقفي لأي حاجه تضايقني.

قبلت تمارا جبين ريم وقالت : أنا مسمحاكي يا ريم حتي لو جبتي س*كينة وقتلتي*ني بيها .

قالتها ورحلت بضيق من ضعف أختها .

– مش موافقة يا بابا

قالتها نور لوالدها قبل أن تشعر بص*فعة تهوي على وجهها.

صرخ بها بغضب : انتي اتجننتي عاوزاني أقول لعمك أن أنا رافض ابنه .

نور : ده انا بنتك .

كمال (والدها): انتي تخرسي خالص هتجوزيه غصب عنك ولا يكون في حد تاني .

نور بخوف : لأ والله انا مقدرش أخون ثقتك .

كمال : يبقي هيا كلمة كتب الكتاب يوم الخميس.

نور بصدمة : الخميس … ازاي … ده بعد بكرة

كمال : سامر هو اللي طلب كده وانا موافق .

نور : بس …

قاطعها : مفيش بس

دلف غرفتها وأمسكت الهاتف وضغطت بعض الأزرار وقالت : الو مراد

مراد ببرود : بنت خالتي وحشاني والله

نور ببكاء : مراد بابا هيجوزني سامر .

مراد : ألف مبروك

نور : يا مراد والنبي ساعديني

مراد بصراخ: مش انتي اللي اختارتي باباك خليكي معاه.

نور: بس هو عيان وانا خايفة ليحصل ليه حاجه .

مراد : انت عايزة ايه اثبتي علي رأي .

نور بقلق: يعني ايه

مراد : يعني لو وافقتي تبقي معايا مستعد أنزل مصر واكتب عليكي .

نور : طب وبابا ….

قالتها نور فلم تجد إجابة فقالت : الو الو مراد .

نظرت الهاتف فوجدته قد أغلقه فبدأت في البكاء علي قدرها الذي يط*عنها في قلبها دون رحمة بينما مراد يمسك بتلك الأشياء يبقي بها أرضا … غضبا … حزنا… عشقا …شوقا … ألماً .

_____________

 

في صباح اليوم التالي طرقت تمارا باب المكتب فسمعت صوته يسمح لها بالدخول.

دلف وهي تقول : أنا عاوزة أتكلم معاك .

نظر لها يحاول إيجاد الإجابة لكن لم يستطيع .

جلست هي بتوتر وقالت : أنا موافقة أساعدك

ابتسم جاد فأكملت : بس بشرط

جاد بتوتر : ايه .

تمارا: تسيب ريم

جاد بتسرع: مستحيل

تمارا : أنا لسه مكملتش شروطي

جاد بسخرية : هو في تاني

تمارا : اه

نهض وتوجه نحوها وقال ببرود: ايه

تمارا : تتطلقني .

نهض وتوجه نحوها وقال ببرود: ايه
تمارا : تتطلقني .
نظر لها وقال : اطلقك
ابتلعت ريقها وقالت ببرود : أيوة أنا هساعدك بس بعد ما تاخد اللي أنت عاوزه هنتطلق.
أمسك ذراعها بقو*ة وقال : أقسم بالله لو سيرة الطلاق دي جت علي لسانك هتشوفي من وش مش هيعجبك.
تمارا بغيظ : هتعمل ايه .
لف ذراعها خلف ظهرها الذي أصبح ملت*صق بصدره وهمس بأذنها: جاد الوحش انتي لسه متعرفيهوش وأحسنلك متعرفيش علشان هتندمي على اليوم اللي اتولدتي فيه
قالها ثم ابتعد وقال ببرود: وإذا كان علي مساعدتك فأنا مستغني عنها.
تمارا بغيظ: هو علي مزاجك
جاد : أيوة بمزاجي كل حاجه بمزاجي ويلا روحي نامي علشان شكلك خرفتي من التعب.
ضر*بت قدمها بالأرض غيظا ورحلت تحت ابتسامة الوحش الجانبيه.
صعدت تمارا غرفتها وهي ت*سب جاد الأناني ثم أمسكت هاتفها لتتصل بصديقتها
تمارا: ايه نور فينك
نور بحزن: أنا كويسه
تمارا بقلق : مالك .
نور : أنا تعبانه أوي مش عارفه ليه .
تنهدت تمارا وقالت: يا حبيبتي انت اللي تاعبة نفسك
نور : بس انا معملتش حاجه
تمارا بغيظ: ماهي دي المشكلة انك مبتعمليش حاجه وباباك هو اللي بيعمل.
نور : بس هو ممكن يزعل مني
تمارا : يزعل لحظة احسن ما تزعلي العمر كله.
نور : طب أنا هعمل ايه
تمارا : نور انت كل حاجه محتاجه اللي يوجهك فين شخصيتك وردة فعلك .
نور بتهكم: شخصية شخصية ايه أنا حتي اللبس هو اللي بيجيبه ليا والأكل بيقولي أكل ايه ومكلش ايه .
زفرت تمارا وقالت : أنا مش فاهمة انتي عايزه ايه
نور: مش عايزه حاجه يا تمارا.
قالتها وأغلقت الهاتف فتنهدت تمارا بحزن وتوجهت نحو غرفة ريم .
دلفت الغرفة بحذر حتي لا تزعجها ونظرت لتلك الأسلاك والأجهزة المتصلة بجسدها وعندما التفتت لتخرج وجدتها استيقظت وتنظر لها بحب.
جلست بجانبها وقالت: عاملة اية دلوقتي .
لم تجيب ريم فأكملت تمارا : أنا بس عاوزة أعرف اتجوزتيه ليه … ليه شخص زي كده تخلفي منه .
تنهدت تمارا بألم : أنا بس قاعدة هنا علشان هنا وهاني توأم قلبي .
ضحكت وأكملت: عارفة الإتنين دول بيفكروني بينا واحنا صغيرين كنا دايما نتخانق .
وضعت ريم يدها علي يد تمارا وقالت : ضحكوا عليا.
نظرت لها بفرحة لقد تحدثت أخيرا لكن تلك الفرحة اختفت مع كلمات ريم .
ريم : كان المطلوب مني اني ادخل البيت ده ومكنش فيه غير طريقة واحدة اني اخليه يغلط معايا.
شهقت تمارا فامأت لها وأكملت : ولما هددته علشان يتجوزني قال انه هيأذيك*ي فاضطريت اروح لوالدته ولما عرفت اللي حصل اجبرت*ه على الجواز مني .
هبطت دموع تمارا وأكملت ريم : عيشنا بعاد بس هو بالنسبة ليهم مكانش مهم كان اهم حاجه والدته .
بدأت تمارا تشعر أن ريم تتنفس بصعوبة فقالت بخوف عليها : خلاص يا ريم .
ريم وهي تتنفس بصعوبة: لأ لازم تعرفي الحقيقة
تمارا ببكاء : طب بس اهدي دلوقتي
ريم وهي تلفظ آخر أنفاسها: أنا مقتلتهاش والله …
سقطت روح بين يد الله وتمارا بجانبها تصرخ .
دلف جاد الغرفة وأغلق خلفه بخوف من رؤية أولاده لريم .
جاد بصدمة : تمارا اهدي
تمارا ببكاء : ماتت يا جاد ماتت .
قالتها ثم غابت عن الوعي… .
____________________

لمتابعة القراءة اضغط على الرقم 4 في السطر التالي👇👇

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى