غير مصنف

معنى قوله تعالى: “وأنزلنا من المُعصرات ماءً ثجاجًا”

ذكر الله سبحانه وتعالى نعمته التي أنعم بها على الإنسان فى أول سورة النبأ منها قوله: “وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا” فما معنى ماءً ثجاجا؟


­ ­ ­يظهر من سياق الآية العام أنه نزول المطر، وان الثجاج هو ماء غزير مصبوب متراكبًا، فثج معناها صب بغزارة، والثجاج هو الذي ينزل بغزارة شديدة، وقال النبي صلى الله عليه وسلم أن من أحب الأعمال إلى الله يوم النحر قال: العج والثج، فقالوا أن العج هو رفع الصوت بالتلبية، والثج هو إراقة دماء الأضاحي والهدي.

والمعصرات فسرها بعض المفسرين بأنها هي السحاب نفسه، والبعض الآخر أنها الرياح، كأن الرياح القوية التي تشبه الأعاصير تعصر السحاب فينزل منه الماء الغزير الثجاج، وهو ما جعله الله سبحانه وتعالى من النعم العظيمة التي أنعمها الله علينا فتروي المطر الأرض ويخرج الزرع وتجري الأنهار.

ولم ترد كلمة “ثجاجا” في القرآن الكريم إلا في هذا الموضع فقط، فهي تعني: غزيرًا مصبوبًا متتابعًا.

التفسير الميسر : وأنـزلنا من المعصرات ماء ثجاجا

وأنزلنا من السحب الممطرة ماء منصَبّا بكثرة، لنخرج به حبًا مما يقتات به الناس وحشائش مما تأكله الدَّواب، وبساتين ملتفة بعضها ببعض لتشعب أغصانها؟
المختصر في التفسير : شرح المعنى باختصار

وأنزلنا من السحب التي حان لها أن تمطر ماءً كثير الانصباب.
تفسير الجلالين : معنى و تأويل الآية 14

«وأنزلنا من المعصرات» السحابات التي حان لها أن تمطر، كالمعصر الجارية التي دنت من الحيض «ماءً ثجاجا» صبابا.
تفسير السعدي : وأنـزلنا من المعصرات ماء ثجاجا

{ وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ }- أي: السحاب { مَاءً ثَجَّاجًا }- أي: كثيرا جدا.
تفسير البغوي : مضمون الآية 14 من سورة النبأ

( وأنزلنا من المعصرات ) قال مجاهد ، وقتادة ، ومقاتل ، والكلبي : يعني الرياح التي تعصر السحاب ، وهي رواية العوفي عن ابن عباس .
قال الأزهري : هي الرياح ذوات الأعاصير ، فعلى هذا التأويل تكون ” من ” بمعنى الباء أي بالمعصرات ، وذلك أن الريح تستدر المطر .
وقال أبو العالية ، والربيع ، والضحاك : المعصرات هي السحاب وهي رواية الوالبي عن ابن عباس .
قال الفراء : [ المعصرات السحائب ] [ التي ] تتحلب بالمطر ولا تمطر ، كالمرأة المعصر هي التي دنا حيضها ولم تحض .
وقال ابن كيسان : هي المغيثات من قوله فيه يغاث الناس وفيه يعصرونوقال الحسن ، وسعيد بن جبير ، وزيد بن أسلم ، ومقاتل بن حيان : من المعصرات أي من السماوات .
( ماء ثجاجا ) أي صبابا ، وقال مجاهد : مدرارا .
وقال قتادة : متتابعا يتلو بعضه بعضا .
وقال ابن زيد : كثيرا .
التفسير الوسيط : ويستفاد من هذه الآية

أما الدليل التاسع على قدرته – تعالى – على البعث ، فنراه فى قوله – تعالى – :{ وَأَنزَلْنَا مِنَ المعصرات مَآءً ثَجَّاجاً .
لِّنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً .


وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً } .
والمعصرات – بضم الميم وكسر الصاد – السحب التى تحمل المطر ، جمع معصرة – بكسر الصاد – اسم فاعل ، من أعصرت السحابة إذا أوشكت على إنزال الماء لامتلائها به ..قال ابن كثير : عن ابن عباس : ” المعصرات ” الرياح .


لأنها تستدر المطر من السحاب .. وفى رواية عنه أن المراد بها : السحاب ، وكذا قال عكرمة .. واختاره ابن جرير ..وقال الفراء : هى السحاب التى تتحلب بالماء ولم تمطر بعد ، كما يقال : امرأة معصر ، إذا حان حيضها ولم تحض بعد .
وعن الحسن وقتادة : المعصرات : يعنى السموات .


وهذا قول غريب ، والأظهر أن المراد بها السحاب ، كما قال – تعالى – : { الله الذي يُرْسِلُ الرياح فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السمآء كَيْفَ يَشَآءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الودق يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ … } والثجاج : المندفع بقوة وكثرة ، يقال : ثج الماء – كرد – إذا انصب بقوة وكثرة .
ومطر ثجاج ، أى : شديد الانصباب جدا .
وقوله : { أَلْفَافاً } اسم جمع لا واحد له من لفظه ، كالأوزاع للجماعات المتفرقة .
وقيل : جمع لفيف ، كأشراف وشريف .


أى : وأنزلنا لكم – يا بنى آدم – بقدرتنا ورحمتنا – من السحائب التى أوشكت على الإِمطار ، ماء كثيرا متدفقا بقوة ، لنخرج بهذا الماء حبا تقتاتون به – كالقمح والشعير .. ونباتا تستعملونه لدوابكم كالتبن والكلأ ، ولنخرج بهذا الماء – أيضا – بساتين قد التفت أغصانها لتقاربها وشدة نمائها .


فهذه تسعة أدلة أقامها – سبحانه – على أن البعث حق ، وهى أدلة مشاهدة محسوسة ، لا يستطيع عاقل إنكار واحد منها .. وما دام الأمر كذلك فكيف ينكرون قدرته على البعث ، مع أنه – تعالى – قد أوجد لهم كل هذه النعم التى منها ما يتعلق بخلقهم ، ومنها ما يتعلق بالأرض والسموات ، ومنها ما يتعلق بنومهم ، وبالليل والنهار ، ومنها ما يتعلق بالشمس ، وبالسحب التى تحمل لهم الماء الذى لا يحاة لهم بدونه .


وبعد إيراد هذه الأدلة المقنعة لكل عاقل ، أكد – سبحانه – ما اختلفوا فيه ، وما تساءلوا عنه
وأنـزلنا من المعصرات ماء ثجاجا: تفسير ابن كثير

قال العوفي ، عن ابن عباس : { المعصرات } الريح .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد ، حدثنا أبو داود الحفري عن سفيان ، عن الأعمش ، عن المنهال ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : { وأنزلنا من المعصرات } قال : الرياح . وكذا قال عكرمة ، ومجاهد ، وقتادة ، ومقاتل ، والكلبي ، وزيد بن أسلم : وابنه عبد الرحمن : إنها الرياح . ومعنى هذا القول أنها تستدر المطر من السحاب .
وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : { من المعصرات } أي: من السحاب . وكذا قال عكرمة أيضا ، وأبو العالية ، والضحاك ، والحسن ، والربيع بن أنس ، والثوري . واختاره ابن جرير .
وقال الفراء : هي السحاب التي تتحلب بالمطر ولم تمطر بعد ، كما يقال امرأة معصر ، إذا دنا حيضها ولم تحض .
وعن الحسن ، وقتادة : { من المعصرات } يعني : السماوات . وهذا قول غريب .
والأظهر أن المراد بالمعصرات : السحاب ، كما قال [ الله ] تعالى : { الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله } [ الروم : 48 ] أي: من بينه .
وقوله : { ماء ثجاجا } قال مجاهد ، وقتادة ، والربيع بن أنس : { ثجاجا } منصبا . وقال الثوري : متتابعا . وقال ابن زيد : كثيرا .
قال ابن جرير : ولا يعرف في كلام العرب في صفة الكثرة الثج ، وإنما الثج : الصب المتتابع . ومنه قول النبي – صلى الله عليه وسلم – : ” أفضل الحج العج والثج ” . يعني صب دماء البدن . هكذا قال . قلت : وفي حديث المستحاضة حين قال لها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ” أنعت لك الكرسف ” – يعني : أن تحتشي بالقطن – : قالت : يا رسول الله ، هو أكثر من ذلك ، إنما أثج ثجا . وهذا فيه دلالة على استعمال الثج في الصب المتتابع الكثير ، والله أعلم .
تفسير القرطبي : معنى الآية 14 من سورة النبأ

وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا قال مجاهد وقتادة : والمعصرات الرياح .
وقاله ابن عباس : كأنها تعصر السحاب .
وعن ابن عباس أيضا : أنها السحاب .


وقال سفيان والربيع وأبو العالية والضحاك : أي السحائب التي تنعصر بالماء ولما تمطر بعد ، كالمرأة المعصر التي قد دنا حيضها ولم تحض ، قال أبو النجم :تمشي الهوينى مائلا خمارها قد أعصرت أو قد دنا إعصارهاوقال آخر :فكان مجني دون من كنت أتقي ثلاث شخوص كاعبان ومعصروقال آخر :وذي أشر كالأقحوان يزينه ذهاب الصبا والمعصرات الروائحفالرياح تسمى معصرات ; يقال : أعصرت الريح تعصر إعصارا : إذا أثارت العجاج ، وهي الإعصار ، والسحب أيضا تسمى المعصرات لأنها تمطر .


وقال قتادة أيضا : المعصرات السماء ، النحاس : هذه الأقوال صحاح ; يقال للرياح التي تأتي بالمطر معصرات ، والرياح تلقح السحاب ، فيكون المطر ، والمطر ينزل من الريح على هذا .


ويجوز أن تكون الأقوال واحدة ، ويكون المعنى وأنزلنا من ذوات الرياح المعصراتماء ثجاجا وأصح الأقوال أن المعصرات السحاب .


كذا المعروف أن الغيث منها ، ولو كان ( بالمعصرات ) لكان الريح أولى .
وفي الصحاح : والمعصرات السحائب تعتصر بالمطر .


وأعصر القوم أي أمطروا ; ومنه قرأ بعضهم وفيه يعصرون والمعصر : الجارية أول ما أدركت وحاضت ; يقال : قد أعصرت كأنها دخلت عصر شبابها أو بلغته ; قال الراجز [ منصور بن مرثد الأسدي ] :جارية بسفوان دارها تمشي الهوينى ساقطا خمارهاقد أعصرت أو قد دنا إعصارهاوالجمع : معاصر ، ويقال : هي التي قاربت الحيض ; لأن الإعصار في الجارية كالمراهقة في الغلام .


سمعته من أبي الغوث الأعرابي .
قال غيره : والمعصر السحابة التي حان لها أن تمطر ; يقال أجن الزرع فهو مجن : أي صار إلى أن يجن ، وكذلك السحاب إذا صار إلى أن يمطر فقد أعصر .


وقال المبرد : يقال سحاب معصر أي ممسك للماء ، ويعتصر منه شيء بعد شيء ، ومنه العصر بالتحريك للملجأ الذي يلجأ إليه ، والعصرة بالضم أيضا الملجأ .


وقد مضى هذا المعنى في سورة ( يوسف ) والحمد لله .
وقال أبو زبيد :صاديا يستغيث غير مغاث ولقد كان عصرة المنجودومنه المعصر للجارية التي قد قربت من البلوغ يقال لها معصر ; لأنها تحبس في البيت ، فيكون البيت لها عصرا .


وفي قراءة ابن عباس وعكرمة ( وأنزلنا بالمعصرات ) .
والذي في المصاحف من المعصرات قال أبي بن كعب والحسن وابن جبير وزيد بن أسلم ومقاتل بن حيان : من المعصرات أي من السماوات .


ماء ثجاجا صبابا متتابعا ; عن ابن عباس ومجاهد وغيرهما .
يقال : ثججت دمه فأنا أثجه ثجا ، وقد ثج الدم يثج ثجوجا ، وكذلك الماء ، فهو لازم ومتعد .
والثجاج في الآية المنصب .


وقال الزجاج : أي الصباب ، وهو متعد كأنه يثج نفسه أي يصب .
وقال عبيد بن الأبرص :فثج أعلاه ثم ارتج أسفله وضاق ذرعا بحمل الماء منصاحوفي حديث النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه سئل عن الحج المبرور فقال : العج والثج فالعج : رفع الصوت بالتلبية ، والثج : إراقة الدماء وذبح الهدايا .
وقال ابن زيد : ثجاجا كثيرا .


والمعنى واحد .

اذا اتممت القراءة شارك بذكر سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­

موقع كامسترو للسياحة العالمية من أفضل المواقع فى مجال السياحة انصح بزيارتة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى