غير مصنف

مدينة عربية لا يجوع فيها إنسان أبداً…شاهد

مدينة عربية لا يجوع فيها إنسان أبدًا… شاهد

هل سمعتم من قبل عن مدينة في هذا العالم لا يجوع فيها إنسان؟ مدينة تعمل بجد ونشاط طيلة أيام السنة لإطعام الفقراء والمحتاجين، لا تعرف توقفا لا في الصيف ولا في الشتاء، هي مدينة عربية لكنها ليست من الدول الخليجية ذائعة الصيت بغناها وكثرة مواردها.

إنها مدينة الخليل خليل الرحمن الفلسطينية، التي تقدم هذه الوجبات من لحم الخروف او الماعز تطبخ مع الجريشة الفلسطينية، وهي وجبات مقدمة من الأغنياء في المدينة ومن خارجها، وتمتد هذه الخدمات طيلة أشهر السنة.

تسمى هذه الوجبة بـ “تكية سيدنا إبراهيم عليه السلام “، يقول أهالي الخليل ان تاريخ التكية “الزاوية” يعود إلى عهد النبي ابراهيم الذي وصف بأنه “أبو الضيفان”، و”التكية” تطعم في اليوم العادي ٥٠٠ شخص وفي أيام رمضان تطعم ٣٠٠٠ شخص أي بـ معدل ٥٠٠ عائلة، فالجميع يأكل منها ولا يرد عن بابها احد.

توزيع الوجبات التي تستمر ما بين صلاتي الظهر والعصر من كل يوم يستعين فريق العاملين في التكية وتحديدا في شهر رمضان بمتطوعين للتخفيف من فوضى الزحام فيما يتسابق المواطنون ويصطفون في طوابير طويلة للحصول على هذه الوجبات الطازجة أيضاً اقتداء بسنة سيدنا إبراهيم عليه السلام لإطعام الفقراء وابن السبيل وضيوف خليل الرحمن .

تقترن مقولة الخليل مدينة لا ينام فيها جائع، بوجود تكية سيدنا إبراهيم، قرب المسجد الإبراهيمي، والتي تقدم الطعام للمحتاجين على مدار العام، وخاصة في شهر رمضان.

بالقرب من المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل بالضفة المحتلة، تقع التكية الإبراهيمية، وتشرف عليها وزارة الأوقاف الفلسطينية، وقد نسبت التكية إلى سيدنا إبراهيم عليه السلام، لكرمه وسخائه، وتعود بداياتها إلى عام 1279، وقد أنشأها السلطان قالون الصالحي، في زمن صلاح الدين الأيوبي، لخدمة جنوده.

ومنذ تأسيسها وحتى اليوم، وهي مستمرة في استقبال الفقراء والمحتاجين، وتقديم الطعام المجاني لهم، وتعمل التكية طيلة أيام السنة، ولم يتوقف عملها حتى في أوقات الاجتياحات الإسرائيلية.

وتعتمد التكية على تبرعات أهل الخير، ويتزايد الإقبال عليها في الشهر الفضيل، الذي صادف قدومه هذا العام، في ظل ظروف اقتصادية صعبة، فرضتها جائحة «كورونا» على الفلسطينيين.

وزعت التكية أكثر من 289 ألف وجبة خلال الشهر الفضيل العام الماضي، بكلفة مئات الآلاف من الدولارات، ويسعى المسؤولون عن التكية، إلى توزيع عدد مماثل، أو ما يزيد على ذلك خلال رمضان الجاري، رغم كل الصعوبات التي تعيشها مدينة الخليل، بسبب الاحتلال و«كورونا».

لمحة تاريخية

الخليل مدينة فلسطينية تقع إلى الجنوب من القدس في الضفة الغربية وتبعد عن القدس حوالي 35 كم، وتعتبر أكبر المدن الفلسطينية مساحة. سميت مدينة الخليل بهذا الاسم نسبة إلى إبراهيم الخليل، الذي يعتقد أتباع الديانات السماوية بأنه أبو الأنبياء.

حيث يعتقد انه سكن مدينة الخليل في منطقة الحرم الإبراهيمي. تشتهر مدينة الخليل بكروم العنب وصناعة الزجاج والتجارة، كانت تسمى بقرية اربع نسبة إلى ملك كنعاني اسمه اربع، سميت بعدها بحبرون قبل ان تسمى فيما بعد بالخليل.

الخليل من أقدم مدن العالم وتاريخها يعود إلى ما يزيد عن 6000 عام، نزلها سيدنا إبراهيم عليه السلام منذ نحو أربعة آلاف عام، وسميت بالخليل نسبة إلى (خليل الرحمن) وتضم رفاته ورفاة زوجته سارة وعائلته من بعده اسحق، ويعقوب، ويوسف، ولوط، ويونس والخليل.

وهي بذلك ثاني المدن المقدسة في فلسطين عند المسلمين، وتضم الكثير من رفات الصحابة، وفي مقدمتهم شهداء معركة أجنادين.

وارتبطت مدينة الخليل بسيدنا إبراهيم عليه السلام، حيث اشترى مغارة المكفيلا و دفن زوجته سارة في تلك المغارة. ويعود تشييد الجزء السفلي من مبنى الحرم الإبراهيمي إلى فترة حكم هيرودوس (37-4 ق. م). بكر والمتوسط والأخير (3200 –0012 ق.م)، والعصر الحديدي (0012–589 ق. م)، وفي العصر اليوناني والروماني(332–60 ق.م)، هُجر أهل تل الرميدة وبدأ الاستيطان حول مغارة المكفيلة.

بناها العرب الكنعانيون وأطلقوا عليها اسم (قرية أربع) نسبة إلى بانيها (أربع) وهو أبو عناق أعظم العناقيين، وكانوا يوصفون بالجبابرة.

والسور الضخم الذي يحيط بالحرم الإبراهيمي الشريف اليوم هو من بقايا بناء أقامه هيرودوس الأودي الذي ولد المسيح عليه السلام في أواخر عهده، أما الشرفات على السور؛ فهي إسلاميه. في عام 1948 احتلت المنظمات الصهيونية المسلحة جزءاً من أراضي قضاء الخليل الذي يضم (16) قرية واحتلوا الخليل في عام 1967م إثر حرب حزيران.

نشاط دائم

يعمل متطوعو تكية سيدنا إبراهيم بروح الفريق الواحد، كونهم خلية نحل، رغم كل الصعوبات التي فرضتها جائحة فيروس «كورونا»، ضمن معايير الصحة والسلامة والاحتياطات الوقائية اللازمة داخل التكية وخارجها.

يقول لؤي الخطيب مدير التكية، لـ «البيان»، تتضمن وجبات التكية خلال شهر رمضان، لحوماً مطهية، إضافة إلى الخبز والأرز والخضار، أما في ما عدا رمضان، فإن اللحوم تقدم يومين في الأسبوع، فيما تقدم في باقي الأيام شوربة الفريكة المعدة من القمح المسلوق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى