قصة من قبل أن أعرف مَن سيكون زوجي كرهته
قصة من قبل أن أعرف من سيكون زوجي كرهته الجزء الثاني
بعد أن أتممت الثامنة عشر ببضعة أيام ، عاد والدي إلى المنزل ومن فرط السعادة كان كلامه يخرج وكأنه يضحك عندما قال لأمي :
-بشرى سارة يا زوجتي الغالية ، لقد تقدَّم صاحب المتجر الفخم أسفل منزلنا بطلب يد ابنتنا، وحدَّدْت مساء الغد موعداً لقدومه ، عليكِ تجهيزها لتقابله بأرقى إطلالة ، فأنا شخصياً معجبٌ بهذا الرجل وأرجو أن يكون زوج ابنتنا.
أخبرتني أمي بما قاله أبي ، فشعرتُ بضيق لا مثيل له ، كوني أدخل إلى المتجر على الدوام وأشتري منه كل الحلويات والموالح التي أحبها وبكل مرة كنت أراه كان يبتسم لي لكني كنت أشعر بالغثيان من رؤية تلك الابتسامة ، فلم أتقبَّل شكله على الإطلاق ، فطالما كنت من الفتيات اللواتي لا يهمهن شيء بالرجل إلا وسامته.
أتى لمنزلنا في الموعد المحدد برفقة والديه وما إن جلس حتى قال لأبي :
-لقد أتيتُ مع والداي بشكل مباشر لأننا نعرف أخلاق عائلتكم الحميدة ، وأرجو أن يتم قبول طلبي للزواج من ابنتكم .
فقال والدي بابتسامة عريضة:
-بالطبع موافقون ، فلن أجد لابنتي رجلاً أخلاقه وصفاته مثلك.
قدَّمْت القهوة والضيّق يتملك قلبي، فطلب أبي مني الجلوس وقال :
-هذا نزار الذي كلما دخلنا لشراء حاجيات المنزل وأنتِ صغيرة ، كان يعطيكِ قطعاً من الحلوى .
رفعت رأسي نحوه ، وفجأة خطر لي سؤال، فقلت له بدون أن أعي ولا حتى أشعر بالخجل :
-عندما كنت صغيرة كنت أناديك يا عمي ، فكم عمرك الآن ؟
ابتسم قائلاً:
-ثلاثٌ وثلاثون سنة أي أكبُرُكِ بخمسة عشر سنة لا أكثر ، وليس بالفارق الكبير على ما أعتقد .
فقال له والدي بابتسامة عريضة:
-بالطبع فارقاً لا داعي لأن يُذكر حتى .
استأذنتهم وذهبت لغرفتي وقلبي يؤلمني من الضيق والحزن ، وبعد ساعة ونصف دخل والدي قائلاً:
-يا ابنتي إنَّ هذا الرجل سمعته أعطر من المسك ، واتفقت معه على أنَّ الخطوبة في آخرهذا الأسبوع والزواج بعد شهر فلا داعي للمماطلة كونَ قدرته المادية ممتازة ، غير أنَّ مستواه التعليمي مثلك بالضبط ، وسكنك بمنزل عائلته مع والديه وأخته التي تصغركِ بسنة .
اومأت رأسي بالموافقة وأنا أقول في قرارة نفسي:
-وهل إن صدر قرار بإعدام السجين يحق له الاعتراض؟!.
تمت الخطوبة وملامح وجهي كانت كمن تُساق لزّجها بالسجن.
تأمَّلت أن أتقبله بالشهر الذي يسبق الزفاف ، لكن على الرغم من كرمه وذوقه الراقي بالهدايا التي أحضرها ، لم أستطع ذلك.
قبل زفافي بيوم سمعت أبي يقول لأمي:
-أخبري ابنتك بأننا نريد حفيداً في السنة القادمة لا أكثر.
حينها انهالت دموعي بصمت وازداد نفوري من والدي ، وكرهي للعريس الذي يحبه .
تم زفافي بأرقى صالة في المدينة ، وصحوت في اليوم التالي وأنا أسترجع ما حدث في الأمس كأنه كابوس ، فدخلت إلى الحمام وفتحت الصنبور كي يغطي صوت الماء على صوت بكائي ، فاستيقظ من نومه وطرق الباب قائلاً :
-حبيبتي ، لا تتأخري عشر دقائق وستجدين الفطور جاهزاً .
غسلت وجهي وغيَّرت ملابسي ثم جلست على الكرسي ربع ساعة أتأمل الجدران ، وأنا أقول في قرارة نفسي :
-يا إلهي أنا أكرهه ، كيف سأحيا معه باقي حياتي ؟!
خرجتُ ورأيت الطاولة بها ما لذَّ وطاب من الطعام ، فجلست بدون أن أنظر لوجهه وأنا أقول شكراً ، فقال لي :
-لا داعي للشكر يا زوجتي الغالية وأم أطفالي.
حينها نظرت له وأنا عاقدة الحاجبين وقلت محتدَّة:
-لا أريد أطفال، لا أريد ، لست مستعدة نفسياً ولا أعتقد أني سأستعد .
فقال لي :
-أهدئي عزيزتي ، من الجيد أنكِ قلتي هذا الكلام الآن ، سنؤجل موضوع الأولاد لحين استعدادكِ النفسي ولو استغرق الأمر سنوات .
حينها قلت في قرارة نفسي :
-لا أستطيع تصديقك ، ويجب أن أتصرَّف بأسرع وقت لأمنع حدوث الحمل .
…. يتبع
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم 3 👇