قصة من قبل أن أعرف مَن سيكون زوجي كرهته
قصة من قبل أن أعرف من سيكون زوجي كرهته الجزء الثالث
أخَذَني على مدار الأسبوع لشتَّى الأماكن من متاحف وملاهي ومطاعم ومنتزهات ، وبكل مكان كنا نذهب إليه كان يأخذني بجولة سريعة لأقرب سوق ويشتري لي أول شيء يصادفنا من ملابس أو أحذية أو
حقائب أو مستحضرات تجميل، على الرغم من أني أقول له بأني لست محتاجة لأي شيء لكنه كان يقول :
-إن لم تحتاجبيه الآن ، فستحتاجيه لاحقاً.
لم أتأثر بأي شيء قام به ، فقد كان جل اهتمامي كيف سأدخل وحدي للصيدلية لكي أشتري حبوب منع الحمل، إلى أن اتَّصَلَتْ أمه وأخبرته بقدومهم بعد ساعتين ، فقلت له :
-قبل أن يعودوا أريد أن أنزل إلى الصيدلية التي بجانب المنزل لأشتري حاجيات نسائية ، وأعود سريعاً لاستقبالهم .
فقال :
-قولي لي ما تريدين وأنا سأحضره لكِ.
حينها قلت محتدة :
-أريد أن أتحدث مع الصيدلانية وجهاً لوجه وأشرح لها ما أريد ، لماذا تصر أن ترافقني كظلي ، دع لي مساحة شخصية ولا تخنقني .
حينها قال بارتباك :
-أعتذر عزيزتي ، كان قصدي أن لا أتعبكِ .
وأعطاني رزمة صغيرة من النقود وقال لي :
-اشتري ما تريديه من الصيدلية ثم اشتري أي شيء تشتهينه، لكن لا تتأخري كي لا أقلق عليكِ.
هرولت إلى الصيدلية ، وبرغم تحذيرات الصيدلانية أنَّ حبوب منع الحمل ربما تقلل فرص إنجابي لاحقاً كوني لم أنجب إطلاقاً لكني أصرَّيت على شرائها وأنا أقول في قرارة نفسي :
-أرجو أن أصبح عاقراً ، إن كان ابني من الرجل الذي أكرهه، لعله يطلقني وتسنح لي الفرصة أن أتزوج رجلاً وسيماً أعشقه فقط من النظر لوجهه.
أخذت الدواء ثم اشتريت مشروبات غازية وحلويات وموالح وفواكه بكميات تكفينا أسبوعين وأكثر ، وأنا أرجو أن يغضب كي أتهمه بالبخل وأفتعل معه مشكلة تمنعه من الاقتراب مني شهراً وأكثر ، وعندما صعدت المنزل ورأى ما أحضرت ، ضحك وقال لي:
-هل أعلنوا في التلفاز أن كل ما أحضريتيه سينفد من الأسواق؟!
فرمقته قائلة :
-هذا لأجل قدوم عائلتك .
فابتسم وقال :
-أشكركِ أنكِ فكّرتي بهم .
حينها شعرت بالضيق من بروده ، وعندما عاد والديه وأخته قلت في قرارة نفسي :
– وأخيراً سأرى أشخاصاً غير المدعو زوجي .
مرَّت بضعة أيام عشت بها بهدوء تام وسلام نفسي ، إلى أتت أخته وقالت :
-أريد التسجيلَ بأرقى معهد لطّلاب الثانوية العامة ، كي أستطيع الدخول لكلية الطب .
كانت جملتها كالصفعة على وجهي ، فمنعت نفسي من البكاء بشقِّ الأنفس ، وأمضيتُ أشهراً وأنا جسد بلا روح ؛ فكلما طلب مني الذهاب برفقته لأيّ مكان ، أرفض بحجة لا طاقة لي للحراك ، فقد كان منظر أخته وهي عائدة من المدرسة والمعهد ، يمزق قلبي ويجعلني أنعزل بغرفتي بضعة ساعات ، وألعن حظي وأحسدها وأنا أقول :
-يا ليتني كنت مكانها ، لماذا قدري بأن أكون زوجة بينما كان حلمي أن أكون طالبة ؟! .
زادَت أسابيعاً على تلك الأشهر ، لم أرَ الشارع فيها إلا لشراء حاجيات المنزل الطارئة بحال غيابه وغياب أبيه ، أو لمرافقة أمه لزيارة أقاربهم ، أو للذهاب معه لمنزل والداي ، وبذلك كنت قد أمضيت ما يقارب السنة من زواجي لم أستطع أن أبتسم ولا لمرة واحدة .
إلى أن أنهت أخته امتحانات السنة النهائية ، مما جعل صدور نتائجها بالنجاح الباهر ودخولها كلية الطب ، يصيبني بنوبة بكاء هستيرية لساعة كاملة ، ولأنَّ صوت بكائي كان كمن تصرخ وكأنها تُضرَب؛ اتصلت حماتي بزوجي وسمعت كلامها وهي تقول :
-نزار ، زوجتك منذ ساعة كاملة لم تتوقف عن البكاء والصراخ ، وأنا وأختك لا نجرؤ على الدخول إليها ، أرجوك تعالَ على الفور وافهم منها ما سبب بكاءها.
…يتبع
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم 4 👇