قصة سر القرية
قصة سر القرية الجزء الرابع
….. احسست بذراعي قد اصبح متجمد حينما همس ذلك الرضيع قائلا بأنه ليس طفل ولم يعد بمقدوري قيام بأي حركة سوى تأمل ملامحه التي تغيرت فجاءة وأصبح لون عينيه كله اسود فكرت في ان اوقعه وتركه يهوى على الارض ولكن كنت أخشى من ردت فعله فهذا ليس مجرد رضيع عادي
ولكن بقائه بين ذراعي ايضا يشكل خطرا فأنا أصبحت كمن يحتضن قنبلة اذا ألقاها لن يسلم من إنفجارها واذا بقية معه فلا شك أنها ستفجر وهي في أحضانه
أنزلت بالطفل رويدا رويدا على الارض وانا أتمل عيونه مخيفة ذات اللون الاسود التي تظهر بوضوح على ضوء القمر وقبل ان أصل به الى الارض إذا بي أسمع صرخة قادمة من صاحب المنزل الذي هربنا من عنده
توقف ماذا تفعل ؟
إنتابني رعب من صوته الذي أحسه قد أصم أذاني ثم قال ثانية إرجعه الى حيث وجدته ولا تلمس شيء ليس لك
أعدت الطفل الى موضع القمامة من حيث رفعته وكانت إبتسامته الغير طفولية لا تفارق وجهه فهذه أول مرة ألمح إبتسامة طفل صغير تنم على الشر وليست البراءة
ثم سمعت صوت صديقي صدام من الخلف يقول دعنا نهرب الان من هذا المكان المسكون أصبح الوضع لا يتحمل
وما إن إستدرنا للركض خارجا حتى وقف أمامنا جمعا غفير من الناس وهي تسد كل أزقة القرية وشوراعها
وكانت من كل أصناف نساء ورجال وأطفال وجميعهم يحملون هاروات وعصي في أيديهم ويضعون وشاح سوداء تغطي وجههم ولا تظهر منها الا عيونهم التي كانت تلمع مثل عيون القطط والكلاب في الليل
هنا أدركنا أننا قد وقعنا في الفخ وكان تخميني بأننا مراقبين من كل إتجاه صحيح فقد أحسست بأنفاسهم في كل ركن من القرية
إقتادنا الرجل صاحب لحية داكنة الى منزله ثانية ودفعنا الى غرفة الاستقبال أحسست بأظافره تخترق ظهري عندما دفع بنا الى داخل كانت كأنها أظافرا من الأشواك وليست أظافر بشر عادية فصاح بنا قأئلا
إذا فكرتم في الهرب مرة أخرى فلن تسلموا من العقاب مرة وهذا أخر إنذار لكم لا يريد أن أسمع أنفاسكم ولا حسكم غدا صباح تأخذون سيارتكم وترحلوا
خرج من غرفة واقفل علينا باب وسمعناه يغلق الباب بسلاسل وقفل كان قد جاء بهم لمنعنا من خروج الغريب ان أساس الغرفة وأفرشتها قد تغيرت لدرجة أنني أعتقدت اننا في غرفة اخرى حتى دهان الحائط اصبح لون أخر
لمحت أحد يوميات معلقة على حائط ولم تكن موجودة من قبل وعليها أشكال ورسومات غريبة تقدمت نحوها لأرى ماهي تلك الرسومات لكن هناك شيء ما صدمني جعلني انادي على صدام ليرى ماذا شاهدت انظر الى تاريخ المكتوب في هذه اليومية انه يشير الى سنة 3890 ميلادي ؟
إندهشنا من تاريخ المكتوب فيها ولربما هناك خطا متعمد ولكن ما إن نظرت الى تاريخ هاتف حتى وجدته هو ايضا قد تغير رغم ان إشارة الاتصال والانترنيت غير موجودة في ذالك مكان فالتاريخ في الهاتف ايضا يشير الى سنة 3890 ميلادي
ما الذي يحصل معنا فهل نحن قد سافرنا عبر الزمن ام نحن في عالم أخر غير معروف عندنا فإذا كنا في مستقبل فلماذا هذه القرية تبدوا عادية ولا توجد هناك اي أدوات تدل على أهلها يعيشون في مستقبل بل حتى اللغة التي يتكلموها عادية مثلنا
ثم فجأة بدا صراخ نساء واطفال في جميع أجراء منزل وبدات النيران تشتعل في كل مكان بالبيت واصوات طلب النجدة في كل مكان
بدا لنا أن المنزل يحترق ونحن محتجزين في الغرفة ولا شك ان النار ستصل الينا او قد نختنق من الدخان الذي بدا يدخل تحت الباب فلم تكن هناك اي نافذة للتهوئة
إندفعنا نحو الباب وصرنا ننادي على الرجل الذي جاء بنا الى هنا من اجل ان يفتح لنا الباب قبل أن نحترق ولكن لا أحد كان يجيب وسط صراخ نساء وأطفال
إستمرنا نحاول في كسر الباب حتى فجأة فتح لنا الرجل وهو يحمل مائدة طعام ويبدوا في حالة غضب شديد والغريب انه حينما دخل علينا إختفت النار والصراخ كأن لا شيء قد حصل في الخارج
فهل يعقل أننا كنا نتوهم أن منزل يحترق ولمن كانت تلك الاصوات التي تطلب النجدة في الخارج فنطق الرجل في غضب يقول : ماذا هناك الم أطلب منكم ان تلتزموا الصمت وتخرسوا
ساد سكون في أجراء الغرفة ونحن لا نجرؤو على سؤاله عن سبب الصراخ الذي كان في البيت منذ قليل واين إختفت تلك النيران التي كانت مشتعلة
وضع مائدة طعام أمامنا وثم هم بالخروج فخطر في ذهني أن أساله قائلا :لو سمحت .هل لي بسؤال ؟
إستدار نحونا وقال في كبرياء ينم عن إحتقار ماذا هناك ؟
في اي سنة نحن ؟
فصرخ في غضب وقال ماهذا سؤال تافه؟
الا ترى يومية معلقة أمامك نحن في سنة 3890 ميلاي
لمعرفة التفاصيل اضغط على الرقم 5 في السطر التالي 👇