منوعات

آخر يوم في بومبي مدينة الفاحشة.. تفاصيل اللحظات الأخيرة لمن تحولت جـ .ـثثهم إلى تماثيل

 

هل كانت بومبي مدينة الفاحشة؟

كانت بومبي مدينة جميلة البناء، لفتت نظر محبي الفن والمؤرخين، وقد وجد بها آثار خادشة للحياء، فإذا كنت سائحًا في المدينة، فبعض المناطق يحظر على الأطفال والأقل من 18 عامًا دخولها، بسبب الرسومات الإباحية في بعض المباني والحمامات، والمنازل التي كانت مخصصة في ذلك الوقت للدعارة والباحثين عن المتعة.

لكن أن سمعة بومبي كونها مدينة الفاحشة جاء مما تداولة العامة والكثير من رجال الدين المسيحي والإسلامي من ادعاءات مفادها أن نهاية بومبي الدرامية كانت تلك النهاية التي وردت في الكتب السماوية والروايات الشعبية في العديد من الثقافات، وأنها القرية التي ذكرت في الآية الكريمة: “و إذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً”. وأن المدينة كانت ممتئلة ببيوت الدعارة، وأن الإغنياء فيها كانوا يقضون أوقاتهم في الساحات العامة بممارسة الفحشاء والشرب والرقص. وأنه في المدينة كان يوجد 35 بيتًا للدعارة، وأنه كان يوجد بيت متعة لكل 75 رجلًا في المدينة، إلخ..

ولكن الحقيقة أنه لا يوجد أي دليل علمي على أن ذلك كان حقيقيًا، فالمدينة وحفرياتها تقول أنها كانت مدينة طبيعية، بحسب كتاب ماري بيرد Mary Beard الذي صدر بعنوان “بومبيي: الحياة في مدينة رومانية”. يقول أنه وسط الجثث كان هناك أطباء بأدواتهم الجراحية، وكان هناك رسامين بألوانهم وفرش الرسم، وأطفال يحتفظون بعملات معدنية في أكياسهم، وفلاحين وعبيد، وخيول، وإسطبلات، إلخ..

كانت الحياة طبيعية في بومبي، وإن كان هناك بعض الصور الإباحية المرسومة على الجدران في بعض الحمامات، فأغلبها كان نمط عام في الحياة القديمة والوثنية، وكان يتم استخدام تلك الرسومات والتسلية، وهذه ظاهرة شائعة في جميع الحضارات القديمة، فعلى سبيل المثال في الهند حمامات ستاهيان أو معبد كاجوراو يوجد العديد من الرسومات الإباحية، حيث كانت الحضارات القديمة والوثنية تنظر للجنس في الأساس على أنه مظهر من مظاهر القداسة وأسلوب للتعبير عن الحب وخاصة الثقافات الشرقية، ووجد لدى المصريين القدماء والعراقيين والإغريق تماثيل تصور ممارسات الحب بين الآلهة الوثنية وفي أقدس أماكنهم الدينية.

إذًا لم تكن بومبي مدينة الفجور كما روج لها المروجون، ولكنها كانت مدينة رومانية تقليدية، مثل بقية المدن الرومانية، تتقلد بتقاليدهم وتدين بديانتهم، ويمارس أهلها احتفالاتهم بنفس الطريقة التي يمارس بها بقية الرومان احتفالاتهم في المدن الأخرى، فإن كان ما حدث لبومبي عقابًا من الله، فلماذا لم يحدث لروما على سبيل المثال عاصمة الإمبراطورية؟ أو أي مدينة أخرى مشابهة؟

الترويج السياحي

إن ما شهر بومبي ليس فقط الجثث الاسمنتية المتجمدة على هيئات وساعات موتها، ولكن الشهرة التي نالتها من خلال القصص الخرافية المتردد عن عقاب الله لسكانها.

والغريب أن تلك الشهرة وهذه السمعة قد جاءت من الحكومات الإيطالية والأوربية ذاتها والهيئات السياحية التي تدير المدينة نفسها، والتي روجت لتلك الأساطير وهذه القصص من أجل الإخراج الدرامي، فقصة عن سكان مدينة قتلهم بركان وحول أجسادهم إلى تماثيل ليست أمرًا جاذبًا بقدر قصة تقول أن أهل تلك المدينة كانوا عصاة زناه فعاقبهم الله بتلك الطريقة الغريبة!

وروجت الحكومة الإيطالية نفسها بأكثر من طريقة إلى هذه القصة من أجل جذب السياحة في تلك المدينة، لتصبح مدينة بومبي أشهر مدينة سياحية فيما يسمى “السياحة السوداء” أو تلك السياحة المرتبطة بالكوارث الإنسانية.

موقع كامسترو للسياحة العالمية من أفضل المواقع فى مجال السياحة انصح بزيارتة .
الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى