قصص

بائعة الرمان – قصة شيقة

بائعة الرمان. 2.
على حين غرة اصبحت الحركة كثيرة فوق سطح الباخرة والاصوات والهتافات من هنا وهناك مرتفعة… فقرر والد فيولا ان يصعد للاعلى لكي يستفسر مالذي يحدث هل الباخرة بها خطب ما..؟

وقبل ان يصعد اوصى زوجته انها لاتلحقه مهما كان حتى ولو تأخر وكأن قلبه حدثه عن مكروه ما. وطلب منها ان تعتني بفيولا وان لاتسمح لها باللعب والركض ومن الافضل لو قامت بتنييمها احسن.

صعد والد فيولا مسرعا خطاه على سلالم الباخرة تحت إرتفاع اصوات الركاب اكثر واكثر والصافرات المعلنة بوجود خطر.. في تلك الاثناء اصبح قلب والد فيولا بالخفقان اراد العودة من اجل خوفه على اسرته الصغيرة ان يحدث لهما مكروه ظنا منه ان الباخرة بها ثقبا وقد تدخل المياه حيث تتواجد زوجته وفيولا. لكنه تسمر بالوسط ولم يستطع ان يصعد او يعود

ادراجه للخلف.. ولكن قدره يناديه ان يصعد لاعلى الباخرة.. وما إن وصل للاعلى حتى أصطدم بمنظر لم يتوقعه قط.

الليل اصبح نهارا فجأة من الاضواء المتجهة نحو الباخرة التي تكاد ان تعمي الأبصار ومجموعة من الرجال مسلحين على متن الباخرة مصوبين بنادقهم نحو رؤوس جميع الركاب نساء ورجالا الملقون على ركابهم على ارضية الباخرة وايديهم مرتفعة للسما. واطفالهم المرعوبين الذين جمعوا في زاوية الباخرة يبكون بحرقة على والديهم..

مقالات ذات صلة

وما إن ظهر والد فيولا امامهم حتى إنقضوا عليه كالغربان السود وحملوه كورقة بالية وأجلسوه على ركبتيه تحت صراخهم الذي لم يفهم لغتهم من اين هم ومن يكونوا بالضبط ومالذي يريدونه منهم..؟

ولكن لايهم من يكونوا واسلوبهم تعدا من اسلوب الحياوانات الوحشية فالموضوع لم ينتهي على الصراخ والتهديد بالسلاح بل الموضوع تخطى للعنف والضرب والتعذيب بل القتل نفسه.

فبعد ثواني معدودات أبيد كل من على سطح الباخرة ومنهم والد فيولا تحت اسلحة نارية خلفت وراءها مجزرة رهيبة تقشعر منها الابدان وحتما التاريخ سيذكر في سجلاته يوما ما حادثة مروعة كهذه .. اما النساء فاغتصبوا ثم قتلوا هم

كذلك بدون رحمة ولاشفقة. اما الاطفال فقد حملوا على متن قوارب صغيرة لكي يباعوا في الاسواق السوداء او ربما تباع اعضائهم ثم يرمون جثثهم في مقابر جماعية.

كل هذا وفيولا ووالدتها في قبو الباخرة.. في تلك الاثناء عندما سمعت مارتا ام فيولا اصوات الرصاص إرتعبت كثيرا وعلمت انها في الخطر الذي حذرهم منه قبلا صاحب الباخرة.. فقررت ان تحمي إبنتها بكل الوسائل. فبحثت عن مكان لايستطيع احد ان يخطر في باله بوجود كائن حي فيه.

فخبأت اولا إبنتها فيولا داخل إطار كبير ربما كان لشاحنة ما وتمنت انها لاتستفيق من نومها حتى يمر عليهم الخطر. اما مارتا فاختبأت داخل مدفأة الحطب واول مرة احبت ضعف جسدها الهزيل الذي إستطاعت ان تخفيه بقش الحطب. وما

إن اغلقت بوابة الفرن وعدلت من نفسها قليلا حتى حل بالمكان رجال كثر ينبشون في المكان شبرا شبرا وكأنهم يبحثون عن كنز ثمين.. اما عن مارتا فدقات قلبها كادت ان تكشف امرها ودعت في نفسها ان لاتستيقظ فيولا من كثرة الضجيج والاصوات العالية التي حول المكان..

وبعد دقائق معدودات حتى حل الهدوء مجددا بالمكان فأسرعت مارتا بالخروج من داخل المدفأة وهي تكاد تختنق من رائحة رماد الحطب الذي كاد يقضي على انفاسها. فسدت فمها بقماش اسفل فستاتها تكبت به سعالها لكي لايسمع خارج القبو ويكشف امرها… رويدا رويدا هدأت نبضات قلبها السريعة و عاد تنفسها الطبيعي وتوقف السعال الذي داهمها على غرار. وراحت بسرعة تتفقد إبنتها فيولا على سلامتها وان وجودها داخل إطار الشاحنة لم يضرها.وعندما

تاكدت انها بامان راحت تتفقد ايضا المدخل الخارجي للقبو. فما إن تأكدت بعدم وجود احد راحت تستجمع قوتها ثانية كي تذهب لتسرق الانظار خلسة لما يحدث فوق سطح الباخرة. ولعل وعسى ترى زوجها هناك ربما يطمئن قلبها قليلا وتكذب حسها الذي اطبق على صدرها بسبب زوجها الذي امضى سويعات ولم يعد إليها بعد..

فصعدت مارتا السلالم وهي على رؤوس اصابعها تتختل حتى وصلت اعلاه وأخرجت رأسها ببطء شديد لكي لاينتبه احد ما لأمرها

وما إن ألقت مارتا بضع نظرات على المكان حتى صعقت بالمنظر كادت ان تطلق صرخة عظبمة من هلعها الكبير.فامسكت نفسها في اخر لحظة و اغلقت فمها بكف يدها ثم عادت ادراجها وهي ترتجف بالكامل من الخوف مما رأته من بشاعة المنظر. القتلى في كل مكان وسطح الباخرة مليء بالدماء… فاصبحت تذهب وتجيء وهي تكلم نفسها مالذي تستطيع فعله من اجل إنقاذ حياتها وحياة إبنتها فيولا..؟

يتبع

لمتابعة القراءة اضغط على الرقم 3 في السطر التالي 👇

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى