بائعة الرمان – قصة شيقة
بائعة الرمان. 6
لم تصدق مارتا انها اخيرا اشرقت الشمس عليها التي ظلت تنتظرها بفارغ الصبر طيلة الليل والتي ايضا لم تذق فيه طعم النوم لكي تبدأ يوما إستثنائيا غير إعتيادي بالنسبة لها..يوما جديدا لم يسبق لها القيام بخوض تجربة مماثلة تشبهها.
صباحا باكرا اوصت مارتا زوجة بيدروا على إبنتها فيولا كي تهتم بها وتحرسها ريثما تعود من مشوارها مساء.. فطمتتها بدورها وذكرتها انها تحب أبنتها كثيرا واصبحت قطعة من روحها. وستكون جد سعيدة بمجالستها وستاخذها معها في نزهة قريبة من منزلها.
بعدها اخذ بيدروا مارتا بسبارته التي ملأ دولابها بصناديق الرمان ثم إتجها نحو السوق الكبير المتواجد قرب منطقته. فعرفها بالمكان وقوانين البيع. ونصحها إن لم يعجبها الامرعليها ان تستقل سيارة اجرة وتعود على الفور للمنزل. واخبرها انه لولا لديه موعد مهم طاريء لما بقي معها حتى تتعلم اصول كار الببع.. فودع بعدها مارتا وانطلق مسرعا بسيارته. اما
مارتا فهي وضعت الصناديق على يمينها امام خيمة تبيع الفواكه الطازجة على اشكالها وعلى يسارها طاولة تضع كل انواع الخضر… ثم وضعت هي بدورها منديلا وجلست بقرب الصناديق التي صفتها امام بعضها البعض وقسمت رمانة واحدة إلى نصفين لكي يظهر للزبون مدى نضج الفاكهة من داخلها. ثم اصبحت تنتظر الزبائن المارين وهي تتطلع بفضول حول المكان…
وماهي دقائق من جلوسها حتى وجدت احد الصناديق التي امامها تقذف عاليا بعيدا والرمان يتطاير ويتدحرج هنا وهناك. فانتفض قلب مارتا ولم تحس بنفسها إلا وهي واقفة في مكانها متسمرة تريد ان تستوعب مالذي يحدث. ؤاذ برجل ضخم يصرخ في وجهها فجأة ويأمرها ان تجمع اغراضها وترحل من المكان فورا..
كانت دهشة مارتا من تصرف الرجل لاتوصف. ولكن بعد ثواني لملمت نفسها واستظهرت قوتها التي كانت تخبء وراءها خوفا وضعفا لم تظهره للعلن.
فوقفت مارتا امام الرجل بكل جدية وحزم وارادت ان تفهم ماوراء تصرفه الارعن هذا دون ان يحترم صاحب البضاعة.. والذي لم يخجل من نفسه وبقي يصرخ عليها وهو يوبخها بأقسى الالفاظ. كمثلا يعني لم يبقى في السوق سوى نساء مثلها لكي يعمروه. ويزاحمنهن في البيع والتجارة. وهددها انها عليها ان تحمل بضاعتها وتعود من حيث اتت وإلا سيكون لها تصرفا عنده..
لم تصرخ مارتا حينها ولم تستزف من طرف هماجة الرجل بل كانت هادئة مقابل الوجه الملتهب شرا وحقدا منه ولقنته درسا لن ينساه في فن الاخلاق مطلقا..
فقالت له…ان كانت من الرجولة ضرب النساء فهي لن تتزحزح من مكانها وعليه ان يفعل مايشاء فهناك من سيصفق له على مدى رجولته في إهانة إمرأة مستضعفة بعدها على الفور سيكون مشهورا مابين الرجال بالاخير و إن اصبحوا
الرجال يخافون على رزقهم ان يؤخذ من طرف النساء فهذا من قلة عقولهم. فكل إنسان يصله رزقه أينما كان. وان فكروا جيدا مالذي جعلن النساء تعملن عمل الرجال ربما هن كن مضطرات لذلك على مدى عوزهن ولايوجد سبيلا غيره حتى لاتتسولن في الطرقات وكي لاتلعنوهن عندما يذهبن إلى الطريق المشين..
توقف الرجل عن الصراخ واصبح يتلعثم في الكلام اما الشباب والرجال الذين كانوا من حولهم يتفرجون ويسخرون منها في البداية اصبحوا في الاخير يجمعون لها الرمان المتساقط على الارض ويضعونه مجددا في الصندوق. وكل شخص منهم يرحب بها ويطلبون منها إن إحتاجت لشيء ما فهم على إستعداد لكي يساعدوها بكل سرور. اما البعض ففضل ان
يدعم نيتها في التجارة فاشتروا عليها الرمان الذي لم تصل إلى الظهيرة انتهت كل مافي الصناديق من رمان. وكم فرحت مارتا بنجاح مهمتها في اليوم الاول. وعادت للبيت كي تبشر بيدروا وزوجته اللذان فرحا لفرحتها وحملت حينها إبنتها تقبلها وتدور بها معربة عن سعادتها ولكن لاحظت مارتا انه هناك خطب ببيدروا وزوجته فهي اصبحت تعرف ملامحمهما كيف يكونا عند حزنهما وكيف يكونا سعيدين.. فطلبت متهما ان يخبرانها ماخطبهما هما الإثنان..؟
#يتبع
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم 7 في السطر التالي