منوعات

رواية عيناي لا تري الضوء 

 

” 9 الصبح هتكون هنا مش هتكون لسه بتصحى… ابقا عوّد نفسك تصحى بدري… سهلة اهي…

طب هعمل ايه دلوقتي ؟

” روح اوضة تغير الملابس بتاعت الرجالة… اغسل وشك وغَيّر هدومك وشعرك يرجع لوراء… معنديش موظف واحد في الشركة جايب شعره على جنب زيك… تمام يا زوج اختي المستقبلي ؟

تمام…

قالها إلهان وهو بينفخ بضيق وخرج… ابتسم سليم بإنتصار وقعد على مكتبة ومسك مج الكوفي بتاعه… شرب وقال

” والله لاعلمك الأدب يا امريكي… أنت اصلا بسكوتة ومش هتستحمل قوانيني وهتطفش على بلدك من تاني… استحمل بقا… أنت اللي جبته لنفسك…

بدأ إلهان شغل مع سليم… سليم علّمه كل حاجة وعرّفه النظام الماشي في الشركة… اشتغل إلهان السكرتير الخاص ب سليم… بينظمله مواعيده واجتماعته وملفات المنضمين جديد… كمان هو المسؤول عن الانترڤيو الخاص بالوظيفة… ساعات سليم بيروح بدري ويسيبه لوحده في الشركة يكمل شغله ومش بيسمحله يرجع بيته غير لما يخلص كل اللي عليه… إلهان اخد شغله ده بجد وحب يثبت ل سليم أنه اد المسؤولية ويقدر يشيل رهف في عيونه ويحافظ عليها… كان كل يوم يرجع الساعة 10 بالليل… يستحمى ويكلم رهف ساعتين وينام ولما يحصى يفطر ويلبس ل شغله… كل يوم بنفس النظام… بطل يروح صالة الألعاب كتير زي زمان… مفيش غير يوم الجمعة عنده فاضي… بياخد رهف يتفسحوا أو يشتروا حاجة ناقصة بيتهم… واستمر الكلام ده 6 شهور كاملين… إلهان حَس فيهم أنه خلاص دخل في الجَد وهيبقا مسؤول عن البيت… سليم بيعترف إن إلهان مقصرش في شغله أبدًا وبدأ يستلطفه لما لقيه خايف يخسر اخته وبيعمل المستحيل عشان يكمل… واتصاحبوا هم الاتنين وإلهان بقا جزء رئيسي من الشركة…

‘ اتأخرت ليه ؟

” فيه ملفات بتوع موظفين الشركة كلهم… راجعتهم وحسبت هزود مرتب كل واحد فيهم كام جنيه… ف اخدت وقت جامد…

‘ إلهان كان معاك ؟

” اكيد طبعا… مش عارف أنا بقول كده ازاي بس إلهان بقا ايدي اليمين… ولو مجاش الشركة كنت هغرق بين الورق النهاردة… بمأمانة طلع شاب يُعتمد عليه فعلا… ده حتى دمه خفيف…

‘ سبحان الله !! أنت متأكد إن الكلام ده بتقوله في كامل قواك العقلية ؟

” اه… والله طلع كويس… هكذب يعني ؟

حطت أيلين ايدها على جبينه وقالت

‘ شكلك سخنت… سليم أنت كويس ؟

” أنا كويس والله…

‘ تتحسد والله… بس تعرف… عجبتني حركة إنك تشغله في الشركة… يعني اهو كِسب خبرة في مجال عمره ما كان يتخيل أنه ينجح فيه… والناحية التانية بقا تحت عينك وايده في ايدك… وبقا حاسس بالمسؤولية وعِرف يعني ايه جواز… يعني مكنتش مفكرة إنك بتحب اختك لدرجة إنك عملت كل ده عشانها وعشانه…

” زي ما محمد بيحبك كده… ده محمد اتصل ڤيديو عليا امبارح… جاي يتخانق معايا لانه لما اتصل عليكي كان صوتك مش كويس… وكان مفكر إن أنا اللي زعلتك وفي الآخر طلعتي متخانقة مع صحبتك وأنا اتبهدلت منه امبارح ظلم…

ضحكت أيلين وقالت

‘ ما هي ضايقتني فعلا…

” ليه ؟

‘ بتقولي ان فيه واحد متجوز بيحبها وهيتجوزها…

” يلهوي…

‘ قولتلها مينفعش كده وحرام انتي كده بتخربي بيته وايه ذنب مراته إن يخو*نها كده… راحت اتخانقت معايا بسبب كده وقالتلي مش عايزة اعرفك تاني… باعتني في لحظة عشانه… عشان كده كنت مضايقة امبارح…

” شوووف الوا*طية…

‘ متشت*مش عليها…

” بعد اللي عملته فيكي ؟

‘ آه… يعني مش معنى إن صداقتنا انتهت يبقا انسى كل حاجة كانت جميلة ما بينا…

” والله قلبك ده انضف قلب في الدنيا كلها… هي اللي خسرت… خسرت وحدة جميلة زيك…

‘ يلا اللي حصل حصل خلاص…

مال سليم على كتفها وقال

” هدخل اخد دُش صغنن وراجعلك تاني…

ابتسمت أيلين وقالت

‘ ماشي… خُد راحتك…

قام سليم وأخد هدوم من الدولاب ودخل الحمام… أيلين فضلت تلف رايحة جاية في الأوضة

‘ طب أنا هقوله ازاي ؟ وهبدأ الموضوع ازاي اصلا ؟! أنا بكِش زي الفيران لما يقولي كلمة حلوة ويبصلي بعيونه السُكر دي… بتكسف أوي من نظرته ليا… هقوله ازاي إني بحبه ؟ هو مستني مني الكلمة دي من زمان أوي… وأنا قررت اعترفله وبقالي اسبوعين كاملين مش عارفة اقوله حاجة !!

قعدت على السرير وقالت

‘ أنا محتارة أوي… ( مسكت التليفون وفتحته وكتبت ) كيف اعترف لزوجي أنني احبه ؟… ايه ده ؟! دول فهموني غلط خاالص… أنا مش قصدي قِ*لة الادب اللي ظهرت في نتائج البحث دي… أنا عايزة اتشجع واقوله بحبك… كلمة بس… اوووف… حتى النت ما أفدنيش بحاجة…

خرج سليم من الحمام وهو بينشف شعره… أيلين قفلت التليفون بسرعة…

” لو بتكلمي حد من صحابك… مش لازم تفصلي عشان دخلت الأوضة… كملي مكالمتك عادي…

‘ لا… خلاص…

” براحتك…

‘ هو التيشيرت ده جديد ؟

” آه… حلو ؟

‘ ده حلو أوي…

” حبيبتي…

‘ بقولك يا سليم…

” هااا ؟

‘ هو أنت ازاي بتقول حبيبتي وبحبك بسهولة كده ؟

” عشان أنا بحبك فعلا… عادي…

‘ يعني مش بتتكسف وانت بتقولهم ؟

” واتكسف ليه ؟ انتي مراتي… ف أكيد مش هتكسف…

‘ اممم…

” ثواني… انتي بتسألي ليه ؟

‘ مفيش… مجرد فضول…

” فضول آه… ( أخد الجاكت وكمل ) طب أنا خارج…

‘ ليه خارج ؟

” في حجز كورة النهاردة… هروح النادي…

‘ بس أنت طول النهار في الشركة وجيت المتأخر كمان ودلوقتي خارج تاني !!

” عندك مشكلة ؟

‘ لا…

بصت للناحية التانية وربعت ايديها زي الأطفال لما بتزعل… سليم عرف انها اضايقت… رمى الجاكت بعيد وقعد جمبها…

 

” لو مش عيزاني انزل… قولي…

‘ لا مفيش… انزل براحتك… يعني أنت بتشتغل طول اليوم ومن حقك ترَفه عن نفسك…

” يعني مش هتضايقي ؟

‘ لا مش هضايق… أنا مين اصلا عشان اضايق…

” ايه الهبل ده… يا بنتي انتي مراتي… من حقك تقولي على أي حاجة متعجبكيش…

‘ ماشي… يلا روح عشان تلحق الحجز…

” واسيبك وانتي بالوش ده ومحمد يبهدلني ؟ يغو*ر الحجز في ستين دا*هية… ابقا احجز غيره… يلااا قوليلي اراضيكي ازاي ؟ اجبلك شيبسي حجم عائلي بطعم الشطة ويبقا الكيس بتاعك لوحدك… اجبلك كمان 6 مندولين… ولا اقولك اناانزل اشتري فيشار ونعمله ونتفرج سوا على مسلسلك التركي المفضل اكيد على ما اعتقد انه جاي النهاردة… هاا قولتي ايه ؟

بصتله أيلين وهي مبتسماله بحُب… سليم بيخاف على زعلها أوي وبيعمل أي حاجة عشان متزعلش… لدرجة أنه رفض يمشي لما لقيها زعلت… كانت ساكتة وبتبص ل عيونه اللي جواها نظرات مليانة حُب واهتمام ليها…

” أيلين يلا قولي قبل ما عم حسن بتاع السوبر ماركت يقفل… قررتي ايه ؟

‘ أنا بحبك…

” برضو مقولتيش عاي… لحظة بس… انتي قولتي ايه دلوقتي ؟

‘ بحبك…

” أكيد أنا بحلم دلوقتي ؟ ده مونتاج صح ؟

‘ لا والله مش مونتاج… أنا بحبك يا سليم… بحبك بجد… وأنا محظوظة أوي لانك في حياتي…

” مش مصدق برضو… الكلام ده كله طالع منك انتي شخصيًا ؟!

‘ شوفت بقا… ما أنت عرفت فعلا تخليني احبك… تعرف أنا لما اتأكدت إني بحبك بجد… كنت ناوية اقولك من كذا اسبوع… بس كنت محرجة ومش عارفة ابدأ ازاي… خرجت مني دلوقتي بعفوية… مقدرتش اخبي الكلمة دي تاني جوايا… سليم أنا مش عارفة ازاي بقيت بحبك كده… وعايزاك جمبي دايما ومتسبنيش للحظة وحدة حتى… مكنتش متوقعة كده ولا خَطر في بالي حتى ( مسكت ايده وحطتها على قلبها ) بس ده حَبك يا سليم… بقا يدق بسببك وحَس بالحب الحقيقي بسببك أنت… أنت عرفت تكسب قلبي زي ما قولتلي زمان… ده أنا بقيت بغير عليك أوي… عايزة قلبك يكون مِلكي أنا وبس… ممكن يا سليم ؟ ممكن متحبش غيري وأنا ابقا البنت الوحيدة اللي بتحبها ؟

سليم هو بيسمع كلامها… عيونه دمعت… مش مصدق اخيرا إن الاعتراف اللي مستنيه بقاله كتير اخيرا سمعه منها… مسك ايدها وبا*سها…

” ده أنا ابقا غبي لو حبيت غيرك… ربنا بيحبني أوي لاني جوزك… وحبيبك… أيلين انتي متعرفيش اد ايه أنا كنت مستني اليوم اللي هتيجي تقوليلي فيه بحبك… مش قادر اوصفلك فرحتي… انا مبسوط أوي… شوية وهنف*جر من الانبساط… انتي بجد احلى واجمل وألطف حاجة حصلتلي في حياتي وبحمد ربنا إني اعرفك وقريب منك… أنا كمان بحبك… بحبك أوي… ومعرفتش يعني ايه حُب غير لما عرفتك…

عيطت هي كمان… مسح دموعها بإيده وقال

” بغبائي كنت هنزل من غير ما اسمع الاعتراف اللطيف ده… يو*لع النادي… أنا قاعد معاكي… مش هنزل… بس عندي طلب… ممكن احضنك ؟

هَزت أيلين رأسها بالموافقة… ابتسم واخدها في حضنه… أول مرة يحس بدفى حضنها… أول مرة تبادله الحضن… دفنت رأسها في رقبته وغمضت عيونها… فضلت في حضنه يجي نص ساعة… سليم عرف انها نامت… أول مرة تثق فيه وتنام قريية منه بالراحة دي من غير ما تخاف منه… شالها بلطف ونيمها على السرير… نام جمبها ورمى المخدة اللي في النص على الأرض وقال

” مفيش حواجز تاني هتمنع إنك تنامي في حضني يا أيلين !!

قرب منها حضنها… خباها بين ضلوعه… وبيشم شعرها زي ما هو عايز… وبإيده التانية بيلمس على خدها الناعم…

تاني يوم….

صحيت أيلين… ملقيتش سليم جمبها على السرير… افتكرت انه راح الشركة بس لقيت تليفونه على الشاحن… خرجت… لقيته في المطبخ بيحضر الفطار… ضحكت وقربت منه… حضنته من ضهره

” صحيتي ليه ؟ كنت عايز اجبلك الفطار على السرير…

‘ كنت مفكرة إنك روحت الشركة…

” هروح على بعد الضهر كده… قولت احضرلك الفطار بنفسي بما إنك خلاص اعترفتي…

‘ بس كنت أنا هحضرلك الفطار عشان بتشتغل و…

” بس خلاص عملته… يلا روحي اغسلي وشك واستنيني في الأوضة…

‘ ماشي…

دخلت أيلين الحمام غسلت وشها ورجعت الأوضة سرحت شعرها… فجأة تليفون سليم رن… مسكته ولقيت اللي بيرن وحدة اسمها سلمى… دخل سليم وحط الصنية على الترابيزة…

” يلا اقعدي…

‘ مين سلمى اللي بترن عليك دي يا سليم ؟

” سلمى ؟ مكتوب سلمى عِز ؟

‘ اها…

” دي اللي ماسكة الحسابات في الشركة…

‘ وبترن عليك ليه ؟

” اكيد عشان مروحتش الشركة لغاية دلوقتي…

‘ كل ما أنت هتتأخر على الشركة… هي هترن عليك يعني ؟

” تلاقيها عايزة حاجة مني…

‘ اللي هي ايه بقا ؟

” حاجة تبع الشغل…

‘ تبع الشغل !! اممم… بس اظن لو حاجة تبع الشغل زي ما بتقول… مش هترن عليك كده… كل ما الرنة تخلص بترجع ترن تاني…

” ممكن فيه حاجة ضرورية…

‘ هي عارفة إنك متجوز ؟

” كل واحد في الشركة عارف اني متجوز… ف اكيد عارفة اني متجوز…

‘ طالما هي عارفة أنك متنيل متجوز… ليه بتتصل بيك الساعة 10 الصبح… ولا هي ميول البنات دلوقتي بقت تنجذب للراجل المتجوز…

” قصدي ايه يا أيلين ؟

‘ قصدي طالما بتتصل كده يبقا غرضها حاجة تاني غير الشغل… طالما أنت مردتش مفروض تفهم إنك متزفت نايم في حضني… لكن دي عندها اصرار رهيب… رنت حاولي 4 مرات اهو… شوف اهي البج*حة رنت تاني برضو !!

ضحك سليم لانه شايف نار غيرتها جوه عيونها وفي كلامها… عرف انها وقعت في حبه وقعة سو*دة ومحدش سمى عليها… اخد التليفون منها ورد على سلمى وفتح الاسبيكر عشان تسمع بنفسها…

” هاا يا سلمى فيه ايه ؟

معلش لاني اتصلت على حضرتك… بس يا استاذ سليم حضرتك جاي امتى الشركة ؟

” بعد الضهر…

طب فيه 13 ملف بتوع حسابات الزيادة اللي دخلت الشركة… قولت حضرتك إنك عايز تشوفهم قبل ما يروحوا للمسؤول بتاع المصنع…

” اه فعلا عايز اشوفهم… خليهم عندك لغاية ما اجي… متخليش حد يقربلهم…

حاضر يا استاذ سليم…

قفل سليم تليفونه… بَص على أيلين اللي وشها قلب احمر من الموقف المحرج ده

” ظلمتي البت يا شيخة…

‘ وأنا ايه اللي هيعرفني انها عيزاك في كده…

” قولتلك دي اللي ماسكة حسابات الشركة…

لمتابعة القراءة اضغط على الرقم 77 في السطر التالي 👇

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى