الأحدب والخياط
مهرج البلاط
وكان الأحدب يعمل مهرجًا للسلطان لا يفارقه أبدًا، إلا أنه غاب عنه تلك الليلة إلى نصف النهار التالي، فسأل عنه بعض الحاضرين، فقالوا له: “يا مولانا عُثر عليه ميتًا، وأمر الوالي بشنق قاتله، فحضر له ثان وثالث، وكل واحد يقول ما قتله إلا أنا، وكلهم يذكرون للوالي سبب قتلهم له”.
لما سمع الملك هذا الكلام صرخ على الحاجب وقال له: “انزل إلى الوالي، وائتني بهم جميعًا”، فنزل الحاجب ووجد السياف كاد أن يقتل الخياط، فصرخ عليه وقال له: “لا تفعل واعلم الوالي أن القضية بلغت الملك”، ثم أخذه وأخذ معه الأحدب محمولًا، والخياط والطبيب والسمسار والمباشر، وذهب بالجميع إلى الملك.
حكى الوالي للسلطان كل ما جرى مع الجميع، فلما سمع الملك هذه الحكاية تعجب وأخذه الطرب وأمر أن يكتب ذلك بماء الذهب.
يبدو أن الأحدب قد عاش يبهج السلطان ويمتعه بعروضه ونكاته، ومات وجعله يتعجب طيلة حياته.