بـقـــرة الـيتــــــــامى
بقرة اليتامى الجزء الثاني
في أحد الأيام قالت المرأة لإبنتها: إسمعي يا عيشة أريدك أن ترافقي هذين اللعينين وتأكلين مما يأكلانه وتقلديهما فيما يفعلان ولما ترجعين قصي علي كل ما حصل واحرصي أن لا تغيب عنهم نظراتك أريد معرفة كل شيئ هل فهمت ؟ أجابت البنت : نعم يا أمي !!!
لعب الإخوة مع بعضهم في الضيعة ،كما تعوّدوا أن يفعلوا ولمّا حان وقت الغداء ذهبوا معا للعين وسط الغابة أخذت فاطمة قرص الشعير وقسمته على نصفين أما عيشة فكان معها قرص خبز وزيت وزيتون وفجل وضعت كل ذلك في حجرها
وبدأت تأكل دون أن تلتفت إلى أحد كانت تنظر للبقرة تختفي بين الأشجار وترجع بسلة صغيرة فيها كمأ وتوت برّي ولمّا مدت عيشة يدها نهرتها البقرة بشدة اتم الصبيان طعامهما وحمدا الله ثم شربا من لبنها
أمّا أختهما فأرادت أن تشرب أيضا وإقتربت من ضرع البقرة لكنها رفستها بقدميها ورمت بها في الوحل .
رجعت عيشة للدار متسخة وعينها منتفخة فصاحت زوجة الأب من فعل بك هذا ؟
أجابت البنت وهي تبكي : إنها البقرة يا أمي لقد أحضرت لهم طعاما من الغابة وأرضعتهم من لبنها ولما أردت أن آكل وأشرب معهم أشبعتني ضربا وشتما .
غضبت المرأة ولما جاء زوجها قالت له أنظر ما فعلته بقرتك بإبنتي لا أريد أن أراها هنا
أجابها لقد أوصتني بها زوجتي خيرا ثم أنها لا تقلقني فهي ترعى وحدها وتحرس الأطفال لما يذهبون للعب في الضيعة ما على عيشة إلا أن تبتعد عنها سأحظر لها غدا عنزة صغيرة لتكون صديقتها وتشرب من لبنها .
صمتت المرأة وقالت : سأذهب إلى المكان التي تجمع منه البقرة الكمأ والتوت وأعطيه لعيشة و سترضع حليب العنزة لمّا وصلت إلى ذلك المكان وجدت أشجار التوت يابسة ولا أثر لحبة كمأ واحدة
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم 3 في السطر التالي 👇