قصص

بـقـــرة الـيتــــــــامى

قالت : لا تقلق عليه فهو الآن من كبار أعوان السلطان مولاي إسماعيل لم يصدّق الرجل نفسه وسألها : كيف يمكن ذلك ؟ أجابت: إنه دعاء أمي التي تحبنا

قال الأب: وأنا أيضا أحبكم ولقد تزوجّت تلك المرأة لتعتني بشؤونكم لن دبت الغيرة في قلبها من حسنكم أنت وأخيك قالت فاطمة :أنصحك بالتخلص منها وسنزوجك جارية صغيرة وتأتي للإقامة معنا فزوجي الأمير حسام الدّين سيفرح لقدومك

زادت دهشة الأب فلم يكن يتخيّل أنّ أبنائه الذين تركهم في الغابة سيصبحون من أهل القصر ثم حمد الله وشكره

وقال : لقد كذبت علي تلك اللعينة ولما وصلنا إلى دارنا الجديدة في قرية قرب الجبل لم أجدكما

وإدعت أنكما هربتما في الطريق وطبعا لم أصدقها وصرت أنقل البضائع قرية إلى أخرى وأنا أسئل عنكم

مقالات ذات صلة

وذات يوم أخبرني أحد التّجار أنّه رأى جارية لها صفاتك برفقة عجوز في المدينة ولما اخبرني أن شعرها الذهبي يلمس قدميها

تأكدت من صدقه فجئت أبحث عنك ويشاء الله أن نلتقي

طلبت منه فاطمة أن ينتظر ثم أحضرت له رغيفا وجبنا ولبنا و لفتهم في منديل وقالت :لقد أعددتهم بنفسي وتعال لرؤيتي كلما مررت من هنا

رجع الرجل إلى البيت ولما فتح الرغيف وجده مليئا بالذهب وعلى المنديل أبيات من الشّعر :

إعمل خيرا في كل لحظاتك وارميه وراءك فالله يرى أفعالك

فسبحانك ربي ما أعظم شأنك هلل في الليل القمر وأضاء أيامنا نورك

أكل الأب الطعام ولف الذهب في المنديل وأخفاه تحت السرير وإشترى ثيابا جديدة وحلق وتعطر وأصبح يخرج كل يوم ،ولا يرجع إلا في الليل ولمّا تقول له إمرأته تعال تعشا معي يجيبها تعشيت

وفي أحد الأيام أصابها الشك أنه يرى امرأة أخرى فبحثت في الغرفة حتى وجدت منديل الذهب ولما فتحته رأت الخط وعرفته فهو خط فاطمة

وقالت :يبدو أن مقصوفة الرقبة أصبحت تكيل الذهب بالمكيال وأبوها يأكل عندها وربما هم الآن يتآمرون علي سأتبعه وأعرف أين يذهب

في الصباح لما خرج الرجل تلفت يمينا وشمالا ثم مشى قليلا كان هناك مخزن قديم أخرج منه عربة مليئة بالتبن يجرها حصانان ركب عليها وقصد القصر

وهي وراءه تحدث نفسها: :أخفيت عني الذهب والعربة .. آه ؟ سترى ما أفعله بك أيها الوغد

ومن بعيد رأت فاطمة تخرج له ويدخلان معا ولما وسألت الحراس عنها أخبروها أنها زوجة الأمير فصعقت من هذا الخبر وكادت تسقط على الأرض وصاحت :لقد قام سعدها !!!

كانت خادمة في بيتي لا تشبع من الطعام والآن صارت أميرة أليست إبنتي عيشة أولى بذلك سأجعلك تندم أيها اللعين فانت لم تعرف حقيقتي وذكائي بعد

…….. لما رجع والدهما إلى الدار في المساء لم تخبره زوجته عن شيئ ودعته كعادتها إلى العشاء

وفي الصباح قالت له: سأخرج لجمع بعض الفطر من الغابة مع عيشة ثم جرت إلى المخزن مع ابنتها واخفتا في التبن الموجود في العربة

بعد قليل جاء زوجها وركب عربته إلى القصر وما إن دخل حتى قفزتا ،وأسرعتا بالتواري خلف الأشجار ثم جاء العبيد وأفرغوا التبن وقدموه لخيول السّلطان

قالت المرأة في نفسها: إذن كلفك السلطان بشغل دون تعب وباقي اليوم تقضيه في القصر مع أولادك وتأكل من مائدة الملوك وأنا وإبنتي نصيبنا طعام الفلاحين هل هذا ما إشتهيته لنا سأجعلك تندم أيها اللعين فأنت لا تعرف دهائي !!!

بعد ساعة خرجت فاطمة إلى الحديقة وكانت تضع يدها على ظهرها وتمشي ببطئ أطلت زوجة ابيها ورأت أنها حامل فازدادت غيرتها وحلفت أن تنتقم منها

ثمّ إتبعتها حتّى شاهدتها تجلس أمام حوض ماء من المرمر خاصّ بحريم السلطان كان الطقس في ذلك اليوم حارا فنزعت فاطمة ثيابها ونزلت لتستحم

لاحظت المرأة أن الحوض له غطاء من الخشب المطعم بالعاج والعبيد يقفلونه في المساء فتسللت ورائها وأغلقته ثم أدارت المفتاح وألقت به وسط الأعشاب بعد ذلك جمعت ملابسها، وهتفت بفرح: ستموتين هناك ولن يفطن لك أحد

بدأت البنت تصرخ لكن لم يسمعها أحد ولما جاء العبيد رأوا من بعيد الحوض مقفلا فانصرفوا

رجعت المرأة لمكانها وقالت لعيشة :ضعي هذه الملابس فلها نفس مقاسك ومن حسن الحظ أنّك سمنت وزاد جمالك

ردت البنت: ذلك بفضل البقرة فلقد وعدتني بذلك إن أحببت إخوتي

ردت أمها: كفى هراءا كيف يمكن لها أن تفعل شيئا وهي كدس من اللحم ؟

سألتها عيشة: لكن من صاحبة هذه الملابس يا أمي ؟

أجابتها : هذا لا يعنيك إلبسيها وإربطي وسادة على بطنك لتظهري كأنك حامل وتعالي لأظفر شعرك وأزينك

ثم تذهبين إلى الأمير وتدعين أنك زوجته لا تفوتي الفرصة عليك هل فهمت والويل لك إن رفضت أوامري

لمتابعة القراءة اضغط على الرقم 9 في السطر التالي 👇

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى