قصة الأنسية التي تزوجت من الجـ.ـن
عشتار: هل لديك خيار آخر
كابوس: ها.. لا
عشتار: إذًا خذني إلى هناك أرجوك لقد تأخرت بما فيه الكفاية
مشت عشتار حاملةً جلجامش الذي بدا انه تحسن كثيرًا يرافقها كابوس إلى أن وصلوا لجسر طويل معلقٌ في الهواء
نظرت عشتار للجسر الذي كان يخترق الضباب لكنها لم تستطع أن ترى نهايته
كابوس: نهاية هذا الجسر تؤدي لقلعة جلجامش
عشتار: وهل عبوره آمن
ضحك كابوس بخبث قائلًا: وهلا لديك خيارٌ آخر؟؟
عشتار: اتمنى فقط أن لا أقابل أي جني
مشت عشتار تشد الخطا آملةً الوصول في أقرب وقتٍ ممكن
كان عيقم جالسًا على عرشه يفكر ويخطط للمعركة المقبلة وإذا بسامد يدخل عليه فجأةً وقد بدا على ملامحه القلق
سامد: مولاي هنالك أمر جلل
عيقم: ماذا حدث؟؟
سامد: بعد أن أخبرنا طنطل أن جلجامش مصاب والخاتم الذي تلبسه عشتار لاجدوى منه خطرت في بالي فكرةٌ لاستغلال ضعف جلجامش وخطف عشتار
فأرسلت الغراب الأسود لعالم الإنس ليتنكر لعشتار بصورة جلجامش ويخطفها
لكنه بحث عنها في عالم الإنس ولم يجدها هناك
وحين كان عائدًا مر بالسعلاة وأخبرته أن إنسية مرت بها تحمل نسرًا
نهض عيقم من كرسيه وقال: إن هذا مستحيل.. لايصدق!!
كيف جرأت هذه المرأة أن تدخل أرض الجن ولماذا لم ينتبه لها جواسيسنا ولماذا تحمل نسرًا
سامد: جواسيسنا متمركزون داخل قلعة جلجامش وأقرب الظن يامولاي أن هذا النسر هو جلجامش نفسه كان قد تحول عند قتاله مع طنطل لنسر وهو جريحٌ وفاقدٌ الوعي منذ المعركة
عيقم: وهي تأخذه لأرض الجن حتى يتعافى ويستعيد قواه إما أن تكون هذه الفتاة مجنونة أو ساحرةٌ عظيمة
سامد: إنها فرصتنا يامولاي إن استطعنا القبض عليها فتكنا بها وبجلجامش وانتصرنا على قبيلته دون إزهاق روحٍ واحدة
لاسيما أن جلجامش فاقدٌ للوعي إنها فرصة لاتعوض إن قتلنا آخر قائد لهم ستستسلم قبيلتهم بأكملها لنا
عيقم: بسرعة أرسل أقوى فرساننا ليأتوني بها ولكن ماذا لو حل بهم كما حل بطنطل
سامد: لاعليك يامولاي لقد تدبرت هذا الأمر
أرسلت لها ثلاثمئة جني وأمرتهم ان يقتلوها دون ان ينظروا لعينيها ووضعت جائزة نصف ما أملك لمن يقتلها ويقتل جلجامش معها
سحر الكنز لاشك أقوى من سحر هذه الإنسية
عيقم: أحسنت لكن ماذا عن طنطل؟
سامد: لم انسه ايضا أرسلت الغراب الأسود لأرض الإنس مرةً أخرى وأمرته أن يتشكل بصورة عشتار هذه المرة
وينام في سريرها
وسأذهب بطنطل حالًا ليقتله ظنًا منه أنه عشتار
عيقم: أخشى أن يكتشف الخدعة ياسامد
سامد:لهذا سأذهب معه بنفسي لاتخف
عيقم: حسنًا اذهب حالًا
بدت أسوار القلعة تتضح لعشتار التي أحست أنها اقتربت من مبتغاها أخيرًا
” أخيرًا سأصل مبتغاي
أخيرًا سيتعافى زوجي
أخيرًا سأقابل ابنتاي لقد افتقدتهما كثيرًا
لك الحمد يا إلهي”
كان في نهاية الجسر قلعة لها سورٌ عظيم وبها بابٌ كبير جدًا على جانبي الباب يقف حارسان ضخمان كبيران جدًا بدا انهما قويان ومخيفان
كانا يقفان بثقة لدرجة توحي انه مامن احد باستطاعته اقتحام هذا الباب لكن كل هذا لم يثني عشتار عن التقدم فإن نجحت خطتها لن تخاف من أي جني فزوجها أمير الجن
فجأةً أحست بالجسر يهتز اهتزازًا عنيفًا
وصوت دوي مخيف كأنه قطار قادم
نظرت أمامها كنا الحارسان واقفان من بعيد كأنهما تمثالان لايتحركا
نظرت ورائها لم ترى غير الضباب
عشتار: ماهذا الصوت ياكابوس
كابوس: لا أعلم لكن انتظري سألقي نظرة
ارتفع كابوس عاليًا جدًا ليرى ماسبب هذا الاهتزاز
ثم هبط بسرعة
كابوس: عشتااااااار اهربي كثير من الجن يركضون ورائك ويبدو انهم غاضبون جدًا وهم من القبيلة المعادية لقبيلة جلجامش
ما إن سمعت عشتار كلام كابوس حتى ارتعدت فرائصها واخذت تركض بسرعة رهيبة
لقد احست بخطورة الامر الآن، ان استطاعوا الإمساك بها لن تكون حياتها في خطر فقط بل جلجامش وقبيلته بأكملها فيما لو قتل جلجامش
ازداد الاهتزاز وبدا قويًا جدًا حتى بدأت تسمع صوت عدو أقدامٍ وحوافر
احست بهلع شديد
ودوى في السماء صوت بوقٍ كان مصدره إحدى الحراس الذي كان يراقب في إحدى الأبراج لسور القلعة
أخيرًا تحرك أحد الحارسين الواقفين بالباب ببطء
كان صوت خطواته أقوى من صوت الاهتزاز المريع الذي خلفها
أحست بالأمل مازالت المسافة بعيدة ولكن لاشك أن صرخت سيسمع صوتها
صرخت عشتار وهي تركض: ساعدني ايها الجني العملاق انني احمل جلجامش اميركم
لكن بدا ان الحارس العملاق لم يكن يسمعها
مشى إلى أن وصل لحافة الجسر
وطوق طرف الجسر بكلتا يديه ونفضه نفضةً قويةً جدًا جعلت الجسر وكأنه موجةٌ عملاقة
رمت بكل من كان فوق الجسر
هوت عشتار وأفلتت جلجامش من يدها
أغمضت عشتار عينيها وقالت: إنها النهاية لقد فعلت كل مابوسعي سامحني ياحبيبي
أما الجن الذين سقطوا معها فخرجت لهم أجنحة وكانوا يتسابقون للإمساك بعشتار
ويتعاركون فيما بينهم
قبض عليها جني وطار بها عاليًا
لكن جني آخر طار فوقه بسرعة وضربه بمطرقةٍ فوق رأسه جعلته يفلت عشتار وأخذت تهوي من جديد والجن جميعهم خلفها
كان صوتهم كأنهم قطيع ذئاب أحاط بأرنبٍ صغير يتعاركون فيما بينهم لنهشه من كل جانب
فجأةً اختفت جميع الأصوات
وهي مازالت تهوي وتسقط
مازالت مغمضةً عينيها
ولاتسمع سوى صوت حفيف الرياح
قبض عليها جني بدا انها كبير جدًا
وتوقف في الهواء
عم سكون غامض وهي معلقة في السماء
“لماذا توقف ماذا يحدث ياترى”
فتحت عشتار عينيها بخوف
“أنه جلجامش.. أنه جلجامش.. يالله أفاق جلجامش أخيرًا
أفاق حبيبي نور عيني منقذ حياتي
أنه يحتضنني إنه ينقذني لا أصدق
الشكر لك يارب
الشكر لك يارب
الشكر لك يارب”
الصقت رأسها بصدره واخذت تبكي بشدة
فرحة عشتار برؤيتها جلجامش انستها رهبة الموقف والجن التي تحيط بهم من كل جانب في الهواء
أخذت تنظر لجلجامش الذي كان ينظر للجن والشرار يتطاير من عينيه لم ترى زوجها مخيفًا بهذا القدر من قبل لكن هذا غضب تحتاجه الآن لاشك
نظر جلجامش لعينيها اللتان كانتا مليئتان بالدموع وضع يده على جبينها وقال: ارتاحي ياحبيبتي لقد عانيتي الكثير الآن جاء دوري
ما إن وضع يده على جبينها حتى احست بالدفء والامان وسط الجن المتوحشون من حولهم لكن لم يهمها كل ذلك فمن كان في حضنها طول تلك المسافة المرعبة أضحت في حضنه الآن أخذت تغلق عينيها شيئًا فشيئًا حتى غابت عن الوعي
نظر جلجامش مرةً أخرى للجن من حوله كانت الجن ترتعد وكأنه كان محيطٌ بالجن وليست الجن محيطةً به
اتجه الجني ذو المطرقة مسرعًا باتجاه جلجامش وهوى بالمطرقة يريد ضرب رأس جلجامش
إلا أن جلجامش أمسك بالمطرقة وبقوة انتزعها من يد ذلك الجني ورماها من يده ثم لطم الجني على وجه لطمةً فقأت عينه ورمته بعيدًا
هجمت عليه الجن هجمةً واحدة فمد يده للخلف باتجاه القلعة وبسرعة انبثق شيءٌ قادم من القلعه باتجاه جلجامش بسرعةٍ رهيبة إلى ان سقط في يده
كان هذا هو سيفه الذي توارثه عن اجداده جيلًا بعد جيل وهو سيف بلوري تخاله ثلجيًا ويحيط به رعدٌ أزرق مخيف هذا السيف أقوى سلاح في قبيلتهم يسمى بالسيف الصاعق
ما أن سقط السيف في يد جلجامش حتى انتفضت الجن وارتعدت واخذت تهرب من كل جهة
إلى ان اختفوا جميعهم من وجه جلجامش ولم يبقى سوى جني واحد
كان هذا هو الأجهش وهو جني أبيض وشعره طويل وأبيض أيضًا خطير وقوي سمي بالأجهش لأنه يعذب عدوه ويجعله يجهش بالبكاء قبل قتله وقيل أنه سمي بذلك لأنه حين ماتت عشيقته أخذ يجهش بالبكاء سنينًا طويلة
لتكملة قراءة القصة اضغط على الرقم 11 في السطر التالي 👇