قصص

قصة الأنسية التي تزوجت من الجـ.ـن

وصل السيف العملاق لعشتار لكن وبسرعة البرق قفز عليها جلجامش وامسك بالمغناطيس وأداره دورة كاملة كان من شأن هذه الدورة أن أدارت السيف معها فوق جلجامش وعشتارثم قذفت به بعيدا إذ أن جلجامش كان موجهًا قطب التنافر تجاه السيف ودفعه تجاه الثور الأحمر بسرعة وكاد أن يقطع رأسه إلا أن الثور استطاع في اللحظة الأخيرة تفاديه لكنه خسر قرناه اللذان قطعهما السيف مبتعدًا

انتهز الثور الفرصة حيث أن سقوط عشتار أدى إلى انفلات عين الذئب وتدحرجها بعيدًا فاحكم قبضته على جلجامش واخذ يوجه له لكمات عنيفة وسريعة جدا مما أدى لسقوط حجر المغناطيس من يده تحت قدم عشتار فقامت عشتار برفس حجر المغناطيس وانقلب قطبه مرة أخرى ساحبًا السيف من جديد بسرعة تجاههم إلى أن اخترق صدرالثور فسقط جلجامش من يده وقفزت عشتار على الحجر وأدارت قطبه لتدفع السيف بالثور بعيدًا

ابتعد السيف بسرعة وهو يدور بالثور إلى أن انغرز في صخر البركان بشدة وزهقت روح الثور وهو فاغر فمه والدماء تسيل منه كينبوع ساخن

اخذت عشتار تبتعد شيئا فشيئا الى ان تأكدت أنها خرجت عن المجال المغناطيسي بين السيف والحجر فوضعت الحجر أرضا وركضت باتجاه جلجامش الذي كان قد نهض وهو يترنح قليلًا والدماء تسيل من فمه وفوق جبهته

احتضنت عشتار جلجامش وهو يترنح قائلة: لقد م١ت ياحبيبي نحن بخير الآن انتهى الخطر

مقالات ذات صلة

أجاب جلجامش وهو متعب من هول المعركة: خذيني لضفة النهر بسرعة

اسندت عشتار جلجامش على كتفها بعد أن حملت العين والحجر واخذت تمشي متجهةً للنهر الذي كان قريبا لم تدري لماذا تذكرت بداية هذه المغامرة الرهيبة حين كان جلجامش نسرًا مغشيًا عليه لكن ماكان مطمئنًا لها أنها أصبحت أقوى من ذي قبل واكتسبت خبرة وأسلحة تستطيع من خلالها مواجهة وحوش هذا العالم المخيف

قالت في نفسها ” لاخوف بعد اليوم هو الصراع من أجل البقاء فقط لاغير”

أخيرا وصلت لضفة النهر وكان الليل قد حل وأسدل ستاره الحالك في ظلام ساكن

جمعت عشتار بعض أغصان الشجر فقال لها جلجامش: ماتنوين أن تفعلي

عشتار: سننام هنا إلى أن تطلع الشمس

جلجامش: تحركنا في ظلام الليل أفضل من ضوء النهار كي لانلفت الانتباه علاوة على ذلك الوقت ليس من صالحنا

عشتار: مازال لدينا يومان وأنت متعب جدًا سنرتاح هنا الليلة ونكمل مسيرتنا عند بزوغ الفجر ولاتخف فالجزء الصعب قد أنجزناه بالفعل بقي أمامنا شجرة المطاط فقط

جلجامش: لاتستهيني بهيڤيا فهي خطرة وسامة

عشتار: لايوجد شيء ليس بخطر في عالمكم ولكنها ليست أخطر من حجر المغناطيس والذئب الأحمر لاشك

لم يشأ جلجامش معارضة عشتار حين لاحظ أن معنوياتها مرتفعة جدًا فكل هذا الأمل هو ماكان يحتاجه، وجودها بجانبه كان كالبلسم بجانب جريان ماء النهر وهبوب نسيم هواء الليل

أشعلت عشتار نارا وسوت فرو الذئب بأغصان الأشجار حتى غدا وكأنه خيمة صغيرة

عشتار: سننام داخلها أمام النار لن يجرؤ أي جني بالاقتراب من فرو الذئب لاشك وأيضا اشعلت النار احتياطًا من أي ذئب ينفذ من البركان

نظر ججامش لعشتار ورسم على وجهه ابتسامة رقيقة: تعالي يامنقذتي الشجاعة

وسحبها تجاهه فتمنعت قائلة وهي تضحك: عليك أن تغتسل في النهر فرائحة الثور طاغية على أرجاء جسمك

ضحك جلجامش وحمل عشتار متجها للنهر: وأنت أيضا فرائحة دم الذئب مازالت تصيبني بقشعريرة

عشتار: لا لا استطيع فالماء باررررد أرجوك ياحبيبي لا

لكن جلجامش لم يصغي لها وقفز في النهر بها واخذ الاثنان يسحبان في عذوبة ماء النهر متناسين كل مامروا به من أهوال ومخاطر تحت ضوء القمر

اسندت عشتار ظهرها بصدر جلجامش واخذت تتأمل ضوء القمر بسكون

عشتار: لطالما ظننت أن الجن تعيش تحت الأرض لاشمس لديهم ولاقمر ولاسماء

جلجامش: نحن تحت الأرض ولكن لنا بعد آخر غير أبعاد عالم الإنس

عشتار: أليست هي ذات السماء وذات الشمس وذات القمر

جلجامش: بلى لكن البعد الذي نعيش فيه هو غير البعد الذي تعيشون فيه أنتم هو تحت الأرض فعلا لكن ينفذ له ضوء الشمس والقمر ونرى فيه السماء واضحة جلية لكنه كسجن أيضا وقد قال البعض أن سمائنا هي محض خيال فكثير من الجن يهربون من هذا العالم لعالم الإنس كي يروا الحقيقة
عشتار: هه نفس حالنا في عالم الأنس نبحث عن الحقيقة دومًا في كل مكان تحت الأرض وفوق الجبال وفي السماء وتحت البحار

وضع جلجماش يده على قلب عشتار وقال: هنا فقط تكمن الحقيقة

عشتار بتحاذق: إن كانت الحقيقة في قلبك عن ماذا جئت تبحث في عالم الإنس وابتليت بعشقك

جلجامش: جئت ابحث عن الحب

عشتار: وهل وجدته

 

جلجامش: بل وجدني

نظرت عشتار لجلجامش بحزن ثم أشاحت بوجهها تجاه القمر

فسألها جلجامش بقلق: مابك ياحبيبتي

عشتار: أخاف أن لايكون عشقك لي حقيقيا فقد تكون سحرت من عيناي كما حدث مع طنطل وياحين وذاك الثور

جلجامش: لاأخفي عليك أن سحر عينيك جعلني أعشقك بجنون وأتعلق بك ياحبيبتي ولكن عليك أن تعلمي أني أحببتك قبل أن أرى عينيك

عشتار بتعجب: صحيح وكيف حدث ذلك؟!

فماكان من جلجامش إلا أن حملها وخرج من النهر ووضعها عند مدخل الخيمة قرب النار حتى لاتصاب بالبرد وجلس بجانبها يهمس

جلجامش: لقد قلت لك من قبل أن الجن مقيدون بالنظر خصوصا حين نذهب لعالم الإنس أو نتشكل بهيئة نتحاشى أن ننظر لأحد في عينيه وهذا ماكنت أفعله كنت دائما أراقبك فوق شجرة التفاح في حديقتكم وانت تكبرين وتزدادين جمالا
أعجبني حنانك على إخوتك وخوفك عليهم إذ كنتم أيتامًا وكنتي أحن عليهم من أمهم لو كانت على قيد الحياة
أعجبني فيك صدقك وبراءتك حتى صرت آتي لعالمكم لأراقبك طوال يومي وأنت تمشطين شعرك الطويل عند تلك الشجرة وتغنين بصوتك العذب أو تبكين حين تكوني حزينة وتبوحين بأسرارك وآلامك ومخاوفك للنجوم والأزهار والعصافير

أتذكر مرة كان أبوك يهم بضرب أحد أخوتك فرميتي بنفسك بينهما وتلقيتي تلك الضربة كي تحمي أخاك مع أنه يكبرك سنًا غضبت غضبًا شديدًا إذ أنني أرى تلك البنت الجميلة ضربت

أمامي وأنا عاجز عن فعل أي شيء وكنت قد نويت أن أتدخل أو أتلبس أباك لأعاقبه على فعلته لكني خفت أن تصابي بحزن فالتزمت الصمت وكبحت جماح نفسي،
تعلقت بك وأحببتك
وغدوت احلم بك

واتخيلك
اتخيلك معي
اتخيلك في حضني
صنعت لنا عالمًا خاص في مخيلتي
وحين أمرني أهلي أن أتزوج بحثت عنك في عالم الجن ولم أجد لك مثيلة
بحثت عنك وأنا أعلم أين أنتي

فقد تسلل حبك لقلبي شيئا فشيئا إلى أن سلبتي عقلي وروحي حاولت كثيرا أن أتغلب على عشقك لكن لم استطع إلى أن جاء ذلك اليوم الذي تشكلت به بشكل فراشة ووقفت على طرف أصبعك والتقت عيناي بعيناك لأول مرة وكان ماكان

سقطت دمعة دافئة من عين عشتار واحتضنت جلجامش بشدة والسعادة تغمر قلبها إذ تأكدت أن حب زوجها لها صادق وليس بسبب السحر الذي في عينيها

فأخمد جلجامش النار ودخل بها الخيمة ووضعت عشتار رأسها على صدره وسط الظلام والهدوء والسكون

همست عشتار: إن عالمكم غريب جدا فهو ميت في الليل لاحياة فيه لكن هدوءه مريح للأعصاب

جلجامش: هل تودين أن أقوم بتديلك كتفاك لأريحهما من عناء هذا اليوم الشاق

لكن كانت عشتار قد دخلت في سبات عميق بعد كل الأهوال التي مروا بها لابد أنها متعبة جدا ابتسم جلجامش واحتضن عشتار ونام هو الآخر

بعد بزوغ ضوء الفجر أفاقت عشتار بصوت شجرة تسقط على الماء

خرجت من خيمتها لترى جلجامش أسقط شجرة على النهر كما فعل من قبل

جلجامش: هيا ياحبيبتي علينا أن نقصد البحر في نهاية هذا النهر الطويل

قامت عشتار بجمع أسلحتها وارتدت فرو الذئب من جديد وصعدت على الشجرة وانطلق الاثنان يدفعها جريان النهر وكلما تقدموا كان النهر يتسع ووالمسافة بين الضفتين تكبر

كانت الشجرة التي اسقطها جلجامش لها أوراق كثيفة فتمددت عشتار على تلك الاوراق مستمتعةً بنسيم الصباح كمن لم يشبع نومًا ويتمسك بغفوةٍ جميلة سرعان ماتنتهي فهي تعلم لاشك أنه لابد من تحدٍ قريب هنا أو هناك

فجأة وإذ لاح لهم جمع جن كثر

 

جلجامش: عشتار بسرعة نختبأ بين أوراق الشجرة

عشتار: ماذا يحدث من هؤلاء الجن

جلجامش بغضب: إنهم جنود عيقم لابد أنهم متجهون لقلعتي استعدادًا لتتويج ملكهم

عشتار: علينا أن نلتزم الهدوء ونظل مختبئين بين أوراق الشجرة حتى نتجاوزهم

ولكن لم يحدث ذلك فقد امتلأت ضفة النهر بجيش عيقم الذين كانوا يمشون في خط طويل

عشتار: يبدو أننا سنقضي رحلتنا مختبئين

أجاب جلجامش بقلق: إنها مشكلة

عشتار: وكيف ذلك

أشار جلجامش بإصبعه للأمام وكانت المفاجأة إذ اقتربوا من نهاية النهر

شلال عظيم عميق جدًا يصب في البحر من سفح جبل شاهق

عشتار: وأين المشكلة في ذلك فقد قفزت بي من الجبل الأزرق وتستطيع أن تقفز بي مرة أخرى

جلجامش: سقوطنا في الشلال على الصخور الحادة هو المشكلة علاوة على ذلك فقد تفلتين من يدي من قوة السقوط أو تصابين بضربة حجر أو قد نفقد أسلحتنا من سرعة الموج

عشتار: لاأظن أن تطير بي خيار متاح أيضًا فقد تلفت انتباه جيش كامل بوجودنا مالعمل إذن

أخذ جلجامش يفكر وكانت الشجرة قد اقتربت من الحافة كثيرًا

جلجامش: حسنا لقد جائتني فكرة لكن عليكي أن تتمسكي بي جيدًا

عشتار: لاتخف لن تجد امرأة في الدنيا تمسكت بزوجها مثلي هه

وصلت الشجرة أخيرًا للشلال الشاهق فخرج جلجامش من بين أوراق الشجرة مرتديًا فرو الذئب وأخذ يعوي بصوت مماثل لصوت الذئب

لتكملة قراءة القصة اضغط على الرقم 22 في السطر التالي 👇

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى