قصة الأنسية التي تزوجت من الجـ.ـن
ضحك جاور: تستطيع إن التصقت بي ستحيط الجذور بك وتتركني وسأتخلص منها لكنك لن تفعل ذلك هه،جرعة ماء عذب ستدخل السرور في قلبي إن كان لديكم قليل منه
انتزعت عشتار القربة المربوطة في خصرها واعطتها لجلجامش لكن جلجامش أعادها وقال هامسًا: يجب أن نحافظ على كمية الماء القليلة التي بحوزتنا لانعلم كم سنبقى هنا
نظرت إليه عشتار بحزن وقالت: إلا الماء لا تمنعه عن أحد حتى وإن كان عدوك خصوصا وإن كان عطشانا فالعطش يحرق الفؤاد ويحزن القلب لافرق بيننا وبينه الآن نحن سواء
جاور: استطيع مقايضة شربة ماء عذب بالمطاط إن أردت فلافائدة ترجى منه الآن بالنسبة لي
جلجامش بحماس: نعم هو كذلك
جاور: أترى الخرقة المرمية أسفل قدمي بها كمية لابأس بها من المطاط خذها واسقني قليلا من الماء
تناول جلجامش الخرقة وتأكد من وجود المطاط داخلها ثم سقى جاور رشقة من الماء كادت روحه أن تخرج من تلذذه بها أغمض عيناه مسندا رأسه للجدار بسلام وسكون وأخذ يأن بشوق
استغرب جلجامش وقال: ألا تريد رشفة أخرى لابد أنك عطشان جدا
جاور: لبثت هنا قرابة ثلاثمئة سنة لو شربت نهرا جاري فلن يرويني ولكن كما قلت لك أردت أن يبتهج قلبي بشربة من الماء العذب فقط لأتذكر مدى النعمة التي كنت فيها علاوة على ذلك فمكوثي هنا طوال هذه السنين علمني أن لا أطلب شيئًا من أحد غير إله السماء فمنذ البداية كان سؤالي لطقسوس هو سبب سجني في هذه المتاهة ناهيك أنكما ستحتجان لهذا الماء إلى أن تتعودوا على المكوث هنا وتستسلموا أيضًا لا أريد إحباطكم لكن في الثلاثمئة سنة الماضية لم تبقى أي محاولة لم أفعلها للخروج من هنا
عشتار: كيف استطعت البقاء حيا طوال هذه السنين
جاور: كما قلت التصاقي بجذور طقسوس يعذبني فهي تمدني بطاقة كفيلة بإبقائي حيا فقط لا أقل ولا أكثر عبر مسامات جلدي ألا تريني غدوت وكأني جزء منها
عشتار: حين نخرج من هنا سأعطيك هذه القربة هدية
جاور: هه حين تخرجين ها هههه لن تخرجي من هنا أبدا لقد حاولت وبحثت مئتان وثلاثون سنة لم يبقى حل إلا وجربته لكني سأقبل هديتك لاشك
عشتار: إذن قل لي هل حاولت إشعال نارا وإحراقها
جاور: حاولت لكن لافائدة فالجذور رطبة لاتشتعل
جلجامش: هل حاولت ثقب جذورها وحفر التراب حتى تصل لسطح الأرض
جاور: جذورها مطاطية لاتثقب ياهذا أنسيت أنك داخل طقسوس
عشتار: في بحثك عن طريق الخروج هل وصلت لنهايات مسدودة
جاور: نعم فكل جذر لابد له من نهاية
عشتار: حسنًا هل توجد نهايات جذور للأعلى
جاور: اممم معظمها متجه للأسفل لكن توجد بعضها متجهة للأعلى على ما أظن
عشتار: هذا ما أحتاجه شكرا جزيلا
عشتار بثقة: جلجامش هيا بنا
جلجماش باستغراب: إلى أين ماذا يجول في عقلك
لدي خطة محكمة لكن علينا منذ الآن أن نحفظ طريقنا جيدا
احملني وطر بي للأمام إلى أن نصل لنهاية أي جذر علينا أن نصل لجذر نهايته للاعلى وعليك أتخاذ أقصى اليمين دائما
جلجامش: حسنا لاضير من المحاولة
حمل جلجامش عشتار وطار بها مسرعا كما طلبت إلى أن وصلوا لنهاية جذر لكنه للأسف كان متجها للأسفل
جلجامش بغضب: إنه متجه للأسفل
عشتار: عد بي لنقطة بدايتنا حيث جاور هناك علينا أن نحفظ هذه النقطة كي لا نضيع فهو العلامة الفارقة بين كل هذه الجذور والممرات
بسرعة حمل جلجامش عشتار وطار بها داخل جذور طقسوس المجوفة متخذا ذات الطريق إلى أن وصلوا لجاور مرة أخرى
عشتار: الآن علينا تكرار المحاولة باتخاذ أقصى اليسار
حمل جلماش عشتار وطار بها مرة أخرى كان جلجامش سريعا جدا لكنهم وصلوا لنهاية سفلى مرة أخرى وقاموا بتكرار محاولاتهم لساعتين متواصلتين إلى أن وصلوا أخيرا لنهاية جذر متجه للاعلى
جلجامش بفرح: وصلنا أخيرا لغايتك المنشودة ماهي خطتك
عشتار: سأجرب شيئا وسينجح أنا متأكدة من ذلك
اقتربت عشتار من نهاية الجذر ووضعت اصبعها داخل القربة حتى ابتل ثم مسحت نهاية الجذر به وكانت المفاجأة أن امتد ذلك الجذر للامام ظنًا منه أنه وصل للماء
جلجامش: يالك من ذكية ياحبيبتي سنتجه لسطح الارض لاشك
عشتار بأمل: اتمنى ذلك عليك محاولة توسيع الجذر بيديك القويتين حتى يتسنى لنا أن نعبر
اخذ الاثنان يعملان بشكل ديناميكي
جلجامش يوسع الجذر وعشتار تمسح نهايته بقليل من الماء والجذر في امتداد متواصل للأعلى لمدة أربع ساعات تقريبًا إلى أن احسوا أن الرطوبة قد تبددت وأصبح الجذر جافا
عشتار بسرور: أظن أننا فوق سطح الأرض الآن
جلجامش: اتمنى ذلك
عشتار: أثقب الجذر لنتأكد
حاول جلجامش ثقب الجذر لكنه مازال مطاطيا مرنًا
جلجامش: إن كنا وصلنا فوق سطح الأرض فقط تمني أن الشمس لم تغرب وانتظري قليلا
انتظر كل من جلجامش وعشتار مايقارب ربع ساعة وإذا بالجذر قد أخذ ييبس وينكمش
بسرعة وجه جلجامش لكمة للجذر ثقبته وكانت المفاجأة أن وصلوا لسطح الأرض أخيرا ودخل لهم نسيم الهواء البارد
جلجامش بفرح: شكرا لك ياحبيبتي هيا بنا
عشتار: لا علي أن أعود لجاور لأعطيه قربة الماء
جلجامش: لقد قال لك أنه لن يرتوي ولو شرب نهرًا جاري لن تفيد القربة في شيء
عشتار: لقد وعدته وقد حفظنا طريقنا لاتخف
جلجامش: حسنا هيا بنا
حمل جلجامش عشتار وطار بها مسرعا لجاور
نزلت عشتار من ظهر جلجامش متجهة لجاور
جاور: ها.. هل وجدتم طريق الخروج ههه
عشتار: بل صنعناه
جاور باستغراب: كيف كيف تمكنتم بهذه السرعة
عشتار: لاعليك المهم …
صرخ جاور: لاااااا.. عليك أن تخبريني وإلا قتلني الفضول لقد لبثت ثلاثمئة سنة هنا وتأتين أنت في ساعات قليلة وتخرجين أرجوك اخبريني
قامت عشتار بقص الخطة التي استخدمتها لجاور بالتفصيل
جاور: الحمدلله أنني لم امتلك ماءً وإلا لن اسامح نفسي لان هذه الفكرة لم تخطر قي بالي
عشتار: خذ ياجاور هذه القربة هدية لك كما وعدتك
جاور: لن ترويني هذه القربة أيتها الجميلة الأفضل أن تحتفظي بها
عشتار: هذه القربة هي ماسيخرجك من هنا
جاور باستغراب: وكيف ذلك
عشتار: عليك أن تأخذ هذه القربة وتشرب منها كل يوم رشفة صغيرة عليك بتجزئة رشفاتك حتى تكفيك هذه القربة لمدة ثمان وثلاثون يوم إلى أربعون يوما وعند انقضاء هذه المدة ستأيك جنية تدعى السعلاة
ضحك جلجامش مصعوقًا مما تقواه زوجته وقال: يالك من ماكرة ألن تتركي هذه الجنية وشأنها
عشتار: حين تخرج من السلحفاة ستبحث عني لاشك علي أن أتخلص منها للأبد
جاور بانتباه شديد: اكملي
عشتار: ستسألك من أين لك هذه القربة قل لها أنك إنسي مسحور وأن هذه القربة من زوجتك عشتار ستلتصق بك هذه الجنية العجوز وستحيط بها الجذور وستتخلص أنت من السعلاة وطقسوس معا
جاور: حسنا وكيف سأخرج من هنا
عشتار: كما قلت لك لقد قمنا بصنع طريق للخروج اسلك هذا الطريق نفسه عليك بالاتجاه لنهاية هذا الممر ثم اقصى اليمين فاقصى اليسار ثم اقصى اليمين ثم الوسط وسيأخذا الممر للأعلى لطريق الخروج حين تخرج عليك بسد المخرج الذي صنعناه
جاور: شكرا لك أيتها الإنسية الجميلة وشكرا لك يا جلجامش لن انسى معروفكما ماحييت لقد استجاب الله لدعواتي بأن ارسل لي من يخلصني من هذا السجن
قام كل من جلجامش وعشتار بتوديع جاور بعد أن أعطياه القربة وخرجوا أخيرا من هيفيا بفرح وسرور
كانت الشمس قد غربت للتو ونسيم الهواء كان عليلا لاسيما بعد المكوث طويلا تحت سطح الأرض
لتكملة قراءة القصة اضغط على الرقم 25 في السطر التالي 👇