قصة الأنسية التي تزوجت من الجـ.ـن
السعلاة: أطراف شعري تصبح كجذور الشجر وتقتفي أثر مائي الذي يسري في جسمك فأجدك أينما كنتي لهذا بحثت عنك في عالم الإنس لم أجدك فعدت لعالم الجن استشعر مائي ومن حسن حظي ان القربة ماتزال بحوزتك مما أتاح لي العثور عليك بسرعة كبيرة
لم تكن تعلم السعلاة أن هذا كان من حسن حظ عشتار وجلجامش لاحظها هي بادرها جلجامش: وكيف استطعتي اخراج السلحفاة من قوقعتها
السعلاة: كان ذلك سهلا جدًا وضعت أمامها عدوها اللدود وطعامها المفضل قنديل البحر أتيت به من بحر القناديل وركبت فوق قوقعتها واخذت أطرق قليلًا وانتظر قليلًا بشكل متكرر حتى استفاقت فشمت رائحته واخرجت رأسها لتقتله وتأكله فربطتها بحبل وربطت الحبل في ذيلها
جلجامش: أتدرين أنك اقترفتي أمرًا محظورًا بإيقاظ هذه السلحفاة
السعلاة: لايهمني قلت لك بيني وبين هذه الإنسية عهد أن لايتدخل بيننا لإنسٌ ولاجان
أحست عشتار بالقلق فقد بدا على السعلاة أنها تتكلم بثقةٍ كبيرة ممايدل على استعدادها لمواجهة جلجامش وما أقلقها أكثر أن زوجها يتعامل مع السعلاة بحذر إذ أنه لايملك سيفه ولاشك أنه يخاف عليها فكل مرة يدخل في معركةٍ وهي بجانبه يستغل العدو نقطة ضعفه
صرخت السعلاة: أين زوجك
أراد جلجامش أن يتكلم لكن عشتار قاطعته بسرعة: إنه داخل السلحفاة
نظر جلجامش لعشتار مستغربًا مما أثار ريبة
السعلاة
عشتار: جلجامش اذهب للمدخل واصرخ بأعلى صوتك “يازوج عشتار”
فطن جلجامش أن عشتار لديها خطةٌ ما فذهب لمدخل قوقعة السلحفاة وصرخ: يازوج عشتار
فارتد عليه صدى صوته ” عشتار عشتار عشتار”
صرخ مرةً أخرى: يازوج عشتار
وأيضًا ارتد عليه صدى صوته ” عشتار عشتار”
قالت عشتار بغضب: ياله من زوج جبان لايريد الخروج من قوقعة السلحفاة جلجامش يناديه وهو يناديني ياله من زوج عنيد
السعلاة بغضب: هيا اخرجي زوجك لقد تأخرنا لاتراوغي
عشتار: لقد حاولنا معه مرارًا ولكنه خائف من الخروج ربما لو دخلتي له وقمتي بإخافته سيخرج هاربًا
السعلاة بحذر: حسنًا سأدخل لأخيفه ولكن حذارٍ ان هربتي سأقت@لك هذه المرة
عشتار: لاجدوى من الهرب ستستطيعين تحديد مكاني بسهولةٍ وسرعة
أحست السعلاة بالاطمئنان وقالت: حسنًا انتظري هنا
دخلت السعلاة لقوقعة السلحفاة أخيرًا
صرخت عشتار: جلجامش بسرعة اقطع الحبل الذي يطوق رقبة السلحفاة
قفز جلجامش بسرعةٍ رهيبة فوق السلحفاة وقطع الحبل
بدأت السلحفاة تدخل قوقعتها بسرعة
صرخت السعلاة من الداخل: لااااا.. لا لقد خدعتني أيتها الماكرة سأنتقم منكِ
واختبأت السلحفاة في قوقعتها مغلقةً على السعلاة
نظرت عشتار للسلحفاة بنشوة نصر وبرودة أعصاب وقالت: أراك بعد أربعين سنة ياعجوز النحس
جلجامش: بل أربعون يوما فهي ستمكث أربعون سنةً بالداخل تعادل أربعون يوما بالخارج عليك أن تحذري حين تخرج إن ظفرت بك ستخنقك حتى المoت
عشتار: لايهم سأكون بانتظارها وسأتغلب عليها دومًا وستحميني منها ياحبيبي
جلجامش:لن تستطيع لمس شعرة من رأسك ياحلوتي لاتخافي لكن لم أكن أعلم أنك ماكرة لهذه الدرجة
ضحكت عشتار: هذا جزاء من يفكر مشاركتي زوجي
ماذا سنفعل الآن هل نذهب لنطمئن على ابنتانا
جلجامش: لا فهم بمأمن لاشك ولانستطيع أن نذهب هناك حتى لايكتشف أحد أننا هربنا من السجن
عشتار: إذن أين سنذهب
جلجامش: سنذهب للجبل الأزرق هنالك مغارة سرية كنت قد أعددتها أنا ورجالي المخلصين لمثل هذه الحالات الطارئة من تمكن من الهرب ستجدينه هناك كم امتنى أن يكون ياحين نجا بحياته واستطاع الوصول إليها
عشتار: حسنا طر بي ياحبيبي بسرعة أريد أن يداعب نسيم الرياح البارد وجنتاي ورقبتي أريد أن يتخلل شعري هواء منعش بعد الاختناق الذي عشته داخل تلك السلحفاة
جلجامش: سيكون من الخطر أن نطير في الجو يجب أن تعلمي أننا في خطر شديد إن علم أحد بهروبي سيضع عيقم جائزة كبيرة على رأسي لاشك، ناهيك عن أعدائي من هنا وهناك علاوة على ذلك لاأملك سيفي لذلك من الحكمة أن نتخفى حتى نصل للمغارة ونتشاور مع أعواني ماهي الخطوة التالية
عشتار: وماذا تنوي أن تفعل أقصد ماهي خطتك
جلجامش: يجب أن استعيد ملكي قبل تتويج عيقم ملكًا على قبيلتي واخسرها للأبد
تلثم كل من عشتار وجلجامش بملابسهما وهما بالابتعاد عن السلحفاة لكن عشتار عادت وقامت بفك كيس جلدي كان يطوق قربة الماء التي بحوزتها وضعت فيه قنديل البحر التي كانت السعلاة احضرته للسلحفاة وربطت الكيس في خصرها واخذت الحبل أيضًا
جلجامش: ماذا ستفعلين بهذه القنديل والحبل!
عشتار: لا أدري ولكني تعلمت أن كل شيء له فائدة في أرض الجن
قالت هذه الكلمات وهي تهز قربة الماء فضحك جلجامش ومشا الاثنان إلى أن وصلا لشاطئ البحر وهناك وجدت جسرًا طوله خمسة أمتارتقريبًا مربوطٌ به قاربان أزرق وأخضر ورجل عجوز يصطاد السمك
همست عشتار: إنه الشق كيف جاء إلى هنا
جلجامش: مايميز الشق أن باستطاعته التواجد في عدة أماكن بنفس الوقت
اقتربت عشتار من الشق الذي كان سارحًا في البحر
قالت عشتار بتحاذق: أشم رائحة شق
ضحك الشق بصمت وقال دون أن يلتفت: ههه وأنا اشم رائحة قنديل بحر لايتواجد قناديل هنا
عشتار: أمازلت تحاول الصيد
الشق: وأما زلت على قيد الحياة إيتها الصغيرة
جلجامش: نقصد الضفة يا شق
الشق: اختر لك قاربًا ولكن بحذر
جلجامش: ماذا تريد ثمنًا لهذا القارب الأزرق
الشق: اممم ماذا تريد ثمنًا لهذا القارب الأزرق
عشتار: مارأيك في هذا القنديل يوفرعليك عناء الصيد
الشق: الصبر هو مايميز صيد البحر فأنا اصطاد لتعلم الصبر لا كي آكل
قامت عشتار بعرض الحبل عليه وقربة الماء أيضًا لكنه لم يوافق
عشتار: غريب في المرة الماضية أعرتني قاربًا مقابل لعقة عسل والآن لاشيء يعجبك
الشق: لعقة العسل كانت كل ماتملكين في المرة الماضية لهذا قبلت بها عليك أن تفهمي ذلك فأنا لم أجلس انتظر هنا بقواربي لاقايضهم بهذه الاشياء التافهة
كان يطوق خصر جلجامش حزام جلدي مرصع بأحجار كريمة
نزع جلجامش الحزام قائلًا: مارأيك بهذا الحزام
الشق: هذا مايسمى مقايضة حظا موفقًا
صعدت عشتار القارب وأخذ جلجامش يدفعه بعيدًا عن الشاطئ
عشتار مودعةً الشق: لا أظن أننا بحاجة لثقب القارب هذه المرة
ضحك الشق وقال: هذه المرة تحتاجون حظًا كبير هه
أخذ جلجامش يجذف حتى اختفت الجزيرة عن أنظارهم
ثم فجأة ارتطم شيء بالقارب كاد أن يقلبه
صرخت عشتار: إنه الدلهاب
جلجامش: هدئي من روعك إن هذا شيء طبيعي أعطني القنديل والحبل
توسطت عشتار القارب واعطت زوجها الكيس الجلدي الذي يحتوي القنديل والحبل
ذهب جلجامش لحافة القارب ينظر داخل الماء
فجأةً قفز عليه دلهاب من الماء يريد عضه لكن جلجامش أمسكه من رقبت بسرعة وادخل رأس الدلهاب داخل الكيس وربطه فسال القنديل كالهلام على وجه الدلهاب الذي أخذ يعفر من حرارة الهلام اللاسع ثم قام جلجامش بربط الحبال بيدي الدلهاب حتى كبلهما وغدا الحبل كأنه سرج والقى بالدلهاب في البحر مرةً أخرى
أخذ الدلهاب يسبح برجليه بسرعة يظن أنه يهرب من حرارة هلام قنديل البحر وكان جلجامش يوجهه بالحبل تارة ويرفعه للسطح تارة حتى أصبح القارب يسير سريعًا
جلجامش: صدقتي لقد استفدنا من هذا القنديل هه
عشتار: لقد تكرر كل ماررت به لكن الفرق أنني أحس بالأمان الآن.. أحبك
جلجامش: حبك يامعشوقتي هو أملي ثقي بي لن تمري بمثل ماررت به حين كان مغما علي سأحميك لاتخافي لكن اعلمي أنه عند اي شاطئ يوجد الشق وفي أي بحر يوجد الدلهاب هما شيء مسلم به
عشتار: هل بقي علينا الكثير حتى نصل للشاطئ
جلجامش: بمساعدة الدلهاب سنصل قريبا جدا
عشتار: مسكين هذا الدلهاب ماذا ستفعل به حين نصل للشاطئ
جلجامش: سأشنقه على جذع شجرة
عشتار: لا إنه مسكين دعه يعيش فقط إرمه في البحر بسلام فلن تجني من قتله شيئا
جلجامش: حسنا إنه يوم حظك يادلهاب فقد شفعت لك الأميرة
فجأة وكأن شيئا انقض على الدلهاب وقضمه بالعا إياه واختفى بسرعة
عشتار بهلع: ماكان ذلك
صمت جلجامش وكان ينظر داخل سطح البحر جيدًا
ثم بسرعة قبض على عشتار وقفز بها خارج القارب وخرج وحش بسرعة من البحر وقضم القارب وهشمه
كان ذلك هو فيل البحر رأسه رأس فيل له خرطوم طويل وجسمه جسم حية كبيرة وفكه كفك قرش كبير مرعب
غطس جلجامش داخل البحر ومعه عشتار الذي كان قلبها ينبض بسرعة رهيبة من شدة الفزع من هول منظر هذا الوحش وبشاعته
كان فيل البحر يبحث هنا وهناك وكان جلجامش ساكنًا جدًا إلى أن أشاح فيل البحر بوجه للجهة الأخرى يريد الابتعاد لكن لم يعد بإمكان عشتار أن تصمد أكثر من ذلك داخل ماء البحر فأخذت تحرك رأسها
انتبه لهما فيل البحر وانقض تجاههما بسرعة فاتحًا فمه الكبير
كاد فيل البحر أن ينهشهما لكن جلجامش وضع قدميه على فكي فيل البحر بقوة وفيل البحر يدفعهما بقوة وسرعة وفمه يسحب كل شيء
انفلتت عشتار من جلجامش وكادت أن تدخل فم الفيل لكن جلجامش في اللحظة الأخيرة استطاع الامساك بها واخرجها من داخل فم الفيل الذي لم يكن باستطاعته اغلاق فمه نظرا لأن جلجامش يضغط على فكي الفيل بكلتا رجليه
وضع جلجامش عشتار على رقبته مرة أخرى كان فيل البحر قد وصل لسطح الماء وقفز بهما في الجو عاليا جدا لدرجة أن عشتار استطاعت التنفس وهي معلقة برقبة جلجامش الذي بدوره واضعا قدميه على فكي هذا الوحش وهم معلقون في الهواء وضوء القمر منعكس
عليهم ثم بسرعة وهم معلقون في الهواء أدار جلجامش عشتار وراء ظهره وأخذ يوجه عدة لكمات قوية لوجه الفيل خوفا أن ينقلب بهم ويغطس عليهم مرة أخرى
لتكملة قراءة القصة اضغط على الرقم 17 في السطر التالي 👇