قصة الأنسية التي تزوجت من الجـ.ـن
كان يحف قلعة جلجامش خليط من الحزن والكآبة مع تجمهر الجن من قبيلة جلجامش في ساحة القلعة حزينون مستسلمون للألم والعذاب الذي حل بهم إذ بدأ جنود عيقم بالسلب والنهب قبل أن يتوج ملكهم مما ينبأ بحالهم المستقبلي
كان عيقم يقف على المنصة بجانبه سامد وأزمل (وزير جلجامش الخائن) ومن تبقى من حاشية جلجامش ممن وافقوا ونزلوا على حكم عيقم أما بقية أعوان جلجامش المخلصين فقد جمعوا في صف واحد مكبلين بالسلاسل والاغلال وراء كل واحد جني بفأس استعدادًا لقتله وجيش عيقم يحف بالقلعة بأكملها مدججين بأسلحتهم في حالة استنفار تأهبًا لأي شيء قد يحول بين تتويج عيقم
تقدم عيقم قائلا: يا قوم عليكم بمبايعتي والولاء لي فقد انتهى كل شيء من يعترض سينضم لهؤلاء الخونة ومن يعتقد أن بمقدوره مجابهتي عليه أن يتحداني الآن كما جرت العادة أن استطاع أحد التغلب علي يكون ملككم
عم سكون وصمت مخيب للآمال في أرجاء القلعة
انتهى زمن الفروسية
فارسهم محبوس في قعر سلحفاة وزوجته الإنسية
يالهم من قوم بؤساء
عاصروا الحرب وتكبدوا خسائر في الأرواح والأموال وفي النهاية يخضعون للذل والهوان
حين يقف الخونة مع العدو يأمرونهم بالاستسلام والخضوع والاذعان
كم من واحد بدا رخيصًا اليوم لدرجة أنه يستحي النظر في وجه القوم
ومنهم من كان ينظر بكل ماستطاع جمعه من وقاحة
لم يبقى أحد باستطاعته قول كلمة أتحداك.
الخونة على منصة العرش والأوفياء تحت المقصلة
والعرش يبكي مستجديًا منديل وفاء يكفكف به دمعه بين كل الوجوه المتسخة بعار الخي،ـانة تربت على كتفيه بخبث تريد نهشه من كل جانب
يالهؤلاء الرخيصين ينعقون مع كل ناعق ويطأطئون رؤسهم بفخر إنه الذل بثقة
قال عيقم مبتسما بزهو حين رأى الهزيمة واضحة جلية على مرأى القوم: حسنا إذًا لتبدأ مراسيم التنصيب اضربوا أعناق الخونة
وبدأ جنوده يقتلون أعوان جلجامش المخلصين واحدًا تلو الآخر
تعالت صيحات القوم
فتقدم الأزمل خاطبًا في الجمع: ياقوم قد طالت بنا الحرب سنينًا طوال تكبدتنا خسائر فادحة في الأرواح والأملاك وانتهت الحرب بخسارة جيشنا وانتصار جيش الملك عيقم وقد جاء اليوم ليبايع ملكًا على أرضنا فبايعوه تسلموا.
عهد جلجامش وأسرته انتهى لانريد ملكا تبع هواه وتزوج إنسية متخليا عن مسؤلياته تجاهنا انتهى جلجامش للأبد انتهى انتهى
صاح بوق قادم من المنارة الرئيسية للقلعة وتعالى الهمس بين الجنود المتعلقون فوق السور
” جلجامش”
” إنه جلجامش”
“جلجامش..جلجامش”
جاء جني من أعلى المنارة بسرعة لسامد وقال: سيدي جلجامش فوق الجسر مسرع قادم باتجاه القلعة
أثار وقع الخبر فرحةً صامتة في أعين قوم جلجامش
عيقم بغضب: لقد شككت أنه هرب منذ البداية يالك من أحمق ياسامد
صرخ سامد: ارموه بالسهام ألا يصل جلجامش إلى هنا هل فهمتم
كان جلجامش يمشي على الجسر بثقة تليق به
لم يبقى سواه هو فقط من بمقدوره قلب الموازين اليوم
مصير القوم على عاتقه
عليه قتال من يتقاسمون عرشه وإرثه
اجتمعت ثلاث كتائب فوق سور القلعة بسرعة
تصف ثلاثة صفوف وبترتيب متناغم
رمت جلجامش بستة آالاف سهم دفعة واحدة
ستة آلاف سهم تحلق في الهواء بسرعة تشق الرياح متجهةً لجلجامش وحده وكأنها ضربة قاضية
استل جلجامش سيفه عين الذئب ووجهه عاليا تجاه الأسهم فانجذبت نحوه بسرعة رهيبة
ثم أرجع سيفه للخلف والأسهم تتبع السيف
أينما دار ودفع به للأمام مرة أخرى بقوة جبارة فانطلقت الأسهم جميعها عائدة نحو السور بسرعة واخذت تصطاد من تصطاد وتقتل من تقتل وتنغرس في سور القلعة وكأنها مطر المoت.. مطر أسود أظلمت السماء منبأةً بقدومه
أثار هروب الكتائب الثلاث فوق السور فوضى عارمة في ساحة القلعة مع أمل جديد لأهل القلعة برجوع أميرهم بمثل هذه القوة الجبارة وأنه مازال هنالك أمل
اقترب جلجامش من القعلة أخيرا واصطفت كتيبة كاملة مجددًا فوق السور وأخذت ترمي جلجامش بالرماح
وضع جلجامش السيف وراء ظهره مظهرا عين الذئب
كانت الرماح حين تقترب من جلجامش تنفر منه وتسقط على جانبي الجسر بفضل قطب المغناطيس
والجنود متعجبون ممايحدث أمامهم
أخيرًا خرجت كتيبة من ألفي جندي بسيوفهم ودروعهم وأسلحتهم منهم من يركض ومنهم من يطير ومنهم من يزحف مسرعين لمجابهة جلجامش والقضاء عليه
استل جلجامش سيفه مرة أخرى وفصل النابان عن بعضهما وأخذ يلوح بهما في الجو بسرعة رهيبة ثم بقوة وجههما تجاه الجنود فانطلق من وسط السيفين زوبعة قوية (تحمل سيوف الكتيبة التي قام الأجهش بقتلها حين كان يلحق بجلجامش وتحمل هذه السيوف تيارات هوائية متشكلة بشكل جنود من قوة الزوبعة)
لتكملة قراءة القصة اضغط على الرقم 34 في السطر التالي 👇