قصص

قصة الأنسية التي تزوجت من الجـ.ـن

وضع جلجامش عشتار في سريرها وامسك يدها يقبلها ويتأكد أنها مازالت ترتدي خاتمها أخذ جلجامش يتأمل وجهها الجميل ويتذكر الأهوال التي مرت بها لأجله لقد كان الإرهاق والتعب باديا عليها وعلى جسمها النحيل

جلجامش” لا مكان لهذه الرقة في عالم الجن لقد كان خطأً كبيرًا أن تزوجتها منذ البداية لقد عرضت حياتها للخطر وأكاد لاأصدق انها ماتزال على قيد الحياة كان علي ان استمع لنصيحة والدي وأنصاع لامره حين نهاني عن تزوجها مسكينة عشتار ستعيش في عذاب الفراق.. أرجو أن لاتتذكر وتظل فاقدة للذاكرة للأبد”

ثم ذرف دمعة حرقة من عينيه وقبل جبينها قائلا: الله ما أحلاك الوداع يا أحلا شيء في هذه الدنيا

طار جلجامش عائدا لعالم الجن أما عشتار فقد كانت تغط في نوم عميق من شدة التعب والارهاق

راود عشتار حلم غريب وكأن فراشة جميلة أخذت تطير فوق رأس عشتار وعشتار تتبعها في غابة مليئة بزهور الياسمين لسبب لاتعلمه
فجأة وإذا بوطواطٍ لحق بالفراشة يريد أن يأكلها فهربت وعشتار ورائها إلى أن دخلت مغارة بدت وكأنها مألوفة
وكأن عشتار قد كانت هنا من قبل لكنها كلما حاولت أن تتذكر نسيت أكثر
كأنه مشهد يتلاشى كلما حاولت شحذ ذاكرتها لتخيله.. يالعبث الذاكرة

مقالات ذات صلة

وصلت الفراشة إلى صندوق زجاجي مليء بزهور الياسمين واستقرت في منتصفه
أخذت عشتار تنظر لهذه الفراشة الغريبة وفجأة تحولت الفراشة لامرأة جميلة جدًا نائمة اقتربت منها عشتار فجلست من نومها ونظرت لعشتار وهي تبتسم أرادت عشتار أن تتكلم لكن المرأة التي في الصندوق الزجاجي بادرتها قائلة: اسمها نارين عليك ان تهتمي بها

أجابت عشتار: من هي

لكن فجأة سمع صوت زجاج يتكسر وبدأت كل شيء يتلاشى ويختفي

نهضت عشتار من نومها ” يا إلهي أنه حلم”

أخذت تجول بنظرها في المكان أنه بيتها لكنه غريب بعض الشيء ” ترى هل جلس جلجامش من نومه باكرًا علي أن اتفقد الطفلتان”

نهضت عشتار واتجهت للنافذة تريد أن تفتحها إذ كانت الشمس قد أشرقت لتوها لكنها تفاجأت حين رأت بنتا صغيرة مقابل مدخل منزلها تجر عربة بها زهور كثيرة وكانت قد أسقطت زجاجة زهور وجلست تجمع الزهور بحذر

أحتارت عشتار “ترى هل صوت سقوط الزجاج هو ما أيقظني أم هل هي من كانت في الحلم”

خرجت عشتار بسرعة بشعر غير مرتب وثوب مهترئ

ما إن رأتها الفتاة الصغيرة حتى همت بالهرب لكن عشتار بادرتها: نارين

توقفت الفتاة تنظر لعشتار ثم قالت: انا لست نارين اسمي زينة

ابتسمت عشتار في وجه البنت الصغيرة وقالت: ياله من اسم جميل كصاحبته وماذا تفعلين في الصباح الباكر يازينة

زينة: أساعد والدتي في بيع الزهور

عشتار: يالها من زهور جميلة من أين قمت بجمعها

زينة بحماس: أمي تعمل في مزرعة كبيرة تشتري من مالكها الزهور ونبيعهم في السوق بسعر أعلى

عشتار: ياله من عمل مربح

زينة: ليس كثيرا فالناس لم تعد مشغوفة بالزهور كما تقول أمي.. هل تودين شراء الزهور يبدو أنك تملكين حديقة جميلة ستزدان بهذه الزهور

ضحكت عشتار قائلة: يالك من بائعة ذكية قولي لي هل يوجد ياسمين لديك

مع أن عشتار كانت قد نسيت الحلم تقريبًا لكن لسبب ما سألت عن الياسمين

أجابت زينة بحزن مشيرةً للأرض: للأسف سقطت زجاجة الياسمين لتوها وأتلف الزجاج زهور الياسمين ستوبخني أمي لكن مازالت بعض الياسمينات بحالة جيدة إن كنت تودين شرائها سأبيعها لك بسعر خاص

أخذت عشتار تنظر بتركيز لزهور الياسمين الممتزجة بالزجاج وكأن المنظر يعني لها شيئًا مهولًا

فجأة وإذا بصوت حازم جاء من خلفها: زينة ماذا تفعلين هنا

زينة: أوه..أمي لقد أسقطت زجاجة الياسمين آسفة جدًا أرجوك سامحيني

أمسكت أم زينة ابنتها بعصبية وسحبتها بسرعة مبتعدةً عن بيت عشتار

نادت عشتار: ألا تريدين ثمن زهور الياسمين سأدفعها لك أيتها السيدة

نظرت أم زينة لعشتار نظرةً لم تفهم معناها ثم أشاحت بوجهها مبتعدة مع ابنتها تجر عربتها بسرعة

جثت عشتار على ركبتيها تلملم زهور الياسمين وهي تسمع صوت العربة مبتعدا وضعت زهرة ياسمين جميلة وكبيرة في شعرها الأسود ثم نهضت لداخل الحديقة وجلست في بقعة خالية قرب شجرة التفاح تريد غرس هذه الوهور علها تعيش وتزهر

فجأة إذا بصوت العربة قد توقف وسمعت عشتار صوت الأم توبخ ابنتها زينة من وراء السور

أم زينة: ألم أحذرك مرارًا من الاقتراب من هذا المنزل والتحدث لهذه الساحرة هل جننتي

زينة: أوه يا أمي يبدو أنها امرأة لطيفة

أم زينة بحزن: أخاف عليكي يابنتي ليس لدي غيرك تقول الشائعات ان هذه المرأة ساحرة مجنونة قامت بقتل زوجها وابنتيها ودفنهما في حديقة المنزل

جن جنون عشتار حين سمعت هذا الكلام وخرجت مسرعة من حديقتها لخارج المنزل تصرخ: اغربي عن هنا أيتها السفيهة أنا لم أقتل أطفالي إنهم نيام داخل المنزل كيف تجرأين بقول مثل هذا الكلام الفظيع

كان صراخ عشتار وهي تبكي وشعرها الأشعث مع ثوبها المهترئ قد جعل شكلها مخيفًا

سحبت الأم ابنتها وهي تهمس: هيا تعالي بسرعة ألم أقل لك أنها مجنونة

وابتعدتا عن منزل عشتار بسرعة

ركضت عشتار وهي مازالت تبكي لداخل منزلها تبحث عن ابنتيها وكأنها أحست للتو أنها لم ترهم منذ زمن

بحثت في جميع أرجاء المنزل الخاوي وهي تبكي وتصرخ مناديةً ابنتيها وزوجها

نظرت في غرفتها فرأت فراءً كبيرًا أحمر لا تذكر من أين اتى وبه قليل من قطرات الدم المتخثر
نظرت على الطاولة فوجدتها مليئة بكتب الجن والشعوذة
أخذت تنظر في أنحاء جسمها فوجدته مليئا بالخدوش والجروح

صرخت وهي تبكي: يا إلهي هل انا مجنونة حقًا.. هل قتلت زوجي.. هل قتلت ابنتاي.. هل أنا ساحرة.. لا لا مستحيل

فجأة سمعت صوت نباح كلب بالخارج كأنه أشعل شيئًا في عقلها
خرجت بسرعة كان كلبًا لأحد المارة بقرب المنزل
توسطت عشتار الحديقة

تنظر للكلب المبتعد
تنظر لزهور الياسمين وتجول بنظرها للحديقة التي بدت غريبة
إلى أن استقر نظرها على شجرة التفاح.. شجرة التفاح.. أبالا
بدأ الكون كله يبتعد والشجرة تقترب

أصيبت عشتار بدوار في رأسها
صداع شديد
لكنها كانت تقاوم
فهذا الصداع بدا وكأنه يزيل الغمامة من عينيها شيئًا فشيئًا
وكأن عشتار بدأت تفيق
بدأت تتذكر
أحست بالتعب

دخلت للمنزل متجهةً للحمام
أدخلت رأسها في حوض مليء بماء بارد
أغمضت عينيها مسترخية علّ الدوار الذي برأسها يخف أو يختفي

أحست بحرارة أمام وجهها
فتحت عينيها لتفاجئ بخيال شبح مخيف وجهٌ دون معالم فقط أسنانٌ مخيفة

شهقت عشتار شهقة كبيرة وقفزت عاليا وسقطت أرضًا من الفزع وأخذت ترجع للوراء إلى أن ارتطم رأسها بالجدار
أخذت تنظر للحوض مجددًا “إنه حوض صغير لايمكن أن يتسع لشيء سوى رأسي”

تمالكت عشتار نفسها ووقفت تنظر للحوض الذي بدا خاليا

لتكملة قراءة القصة اضغط على الرقم 32 في السطر التالي 👇

موقع كامسترو للسياحة العالمية من أفضل المواقع فى مجال السياحة انصح بزيارتة .
الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى