قصص

د.ماء على فستان الزفاف بقلم امل الهلاوى

انقضى الليل واتى نهار جديد يحمل فى طياته الكثير والكثير من الاحداث التى لم تتوقعها حنين او يتوقعها عمر مطلقا
…………………
تململت حنين فى فراشها واعتدلت فى جلستها وكأنها فى غرفتها لاتدرى اين هى ثم مالبثت ان شهقت بفزع ماان راته نائم على الكرسى بجانب الفراش مسندا راسه على الفراش بجانبها وعلى اثر فزعها الشديد افاق عمر من نومه وقال مهدئا

عمر :انتى كويسه ياحنين اهدى
كانت حنين تنظر بفزع وجذبت الغطاء عليها جيدا كأنها تحتمى به استطرد هو قائلا لانه علم مدى رعبها الجلى فى عينيها

عمر اهدى ماتخافيش انتى اغمى عليكى امبارح بعد مالحيوان ده حاول يتهجم عليكى وانا جبتك هنا وجبتلك دكتور واداكى مهدأ عشان كده نمتى للصبح

حنين هى تبكى:انا عاوزه امشى من هنا لوسمحت

وفى هذه الاثناء فزعت عندما اكتشف خصلات شعرها تنسدل امام عينها

مقالات ذات صلة

حنين :ايه ده شعرى باين فين حجابى انت ازاى تعمل كده ازاى انت ازاى تسمح لنفسك تمد ايديك على واحده محرمه عليك ازاى اتجرأت انك تلمسنى ازاى

كانت تقول هذه الكلمات ببكاء وتشنج وتبحث عن حجابها
عمر :اهدى ياحنين انا فكتلك الحجاب وقلعتك الشوز عشان تنامى كويس وتعرفى تاخدى نفسك كويس والله

ماكان قصدى اى حاجه انا كنت عاوزك تبقى مرتاحه وانتى نايمه وموبايلك كان فاصل ماعرفتش اتصل بحد يجى ياخدك

تلفتت حنين الى ان وجدت حجابها بجانبها على الفراش جذبته وغطت شعرها ولكنه اظهر اكثرمما اخفى فكانت الخصلات تنسدل من تحته كالماء الذى ينهمر من الشلال فأضفت عليها جمالا فوق جمالها

حنين: كنت سيبنى اموت وماتلمسنيش انا لازم امشى همت ان تقف سريعا لكى تذهب ولكنها فقدت توازنها بفعل تأثير حقنة المهدأ فضغطها كان منخفض ولكن تلقاهاعمر بين ذراعيه ونظر اليها بشغف وقلق بادى على وجهه قائلا

عمر: حنين حاسبى كنتى هاتقعى ماتقميش على طول كده انا اسف انى قلعتك الحجاب وانا شرحتلك انى نيتى كانت صافيه وانا اسف مره تانيه انا كان كل همى راحتك انا هاخرج بره فى الهول وانت ظبطى حجابك والبسى الشوز بتاعك واغسلى وشك عشان تفوقى الاوضه فيها حمام

كل هذا وهى بين ذراعيه لاتتحدث فقط تنظر اليه حتى لم تستطع ان تبتعد كان عمر هائما فى بحر عينيها وخصلات شعرها التى تنهمر على عيناها لتحجب بعض من سحرها

افلتها عمر من يديه وامسك ذراعيها واجلسها بهدوء على الفراش

عمر:استريحى شويه وبعدين قومى براحه عشان ماتقعيش تانى كل هذا وهى فقط تنظر ويداها ترتعش وقدماها تكاد تشعر بها ماهذا الرجل من اين اتت به السماء اه ياالهى

تركها عمر وخرج وهى فى حاله لايرثى لها لما يفعل هذا معها وماهذه النظرات التى تراها حديثا فى عينيه ولما احست بقلقه البادى عليها
………………………..
خرج عمر من الغرفه يكاد قلبه ينقلع من بين اضلعه يشعر بسعاده غريبه فى قربها لم يشعر بها من قبل مع اى انثى
………………….
كانت حنين جالسه فى نفس الوضع الذى اجلسها فيه عمر تتذكر ماحدث ليلة امس ثم شهقت حين تذكرت انها ارتمت بين احضانه كيف فعلت هذا هى تخيلته معتز وارتمت فى احضانه من هول مامرت به ومن شدة فزعها

فرغم انها شخصيه قويه الا انها انهارت من هجوم النزيل عليها فهى لم تعرف فى حياتها رجال سوى معتز فقط اهلها كانوا يحافظون عليها من اى شئ خاصة الرجال فمهما كانت قوتها وشخصيتها الا ان الموقف جديد عليها
…………………..

خرجت حنين بعد ان اغتسلت ولبست حجابها وحذائها وجدته جالس على الاريكه فى الهول
خرجت دون ان تنظر له وهمت بالذهاب دون ان تنطق بكلمه فهى تشعر بحرج شديد جدا
وهو احس ذلك

عمر :حنين استنى هاتمشى كده على طول انا طلبتلك فطار وعصير تعالى افطرى
حنين:شكرا انا عاوزه امشى كفايه اوى كده

عمر :انتى موطيه راسك ليه انتى ماعملتيش حاجه تحرجى منها انا اللى اسف لو عملت اى حاجه ضايقتك
تعجبت حنين مما قاله للتو ونظرت اليه

حنين:انا عاوزه اشكرك على اللى انت عملته معايا انت انسان شهم
احس عمر بغصه فى حلقه هو يعلم انه من فعل ذلك بها والان تنعته بالشهم وتتشكره

استطردت حنين قائله:هو انت ازاى دخلت الاوضه امبارح وانقذتنى
ضحك عمر على لفظ انقذتنى

عمر انقذتك مره واحده الباب ياستى كان مفتوح وسمعت صريخ حد وحركه دخلت اشوف فيه ايه لاقيتك انتى
حنين :اه صحيح انا كنت سايبه الباب مفتوح الحمدلله بس الحيوان ده راح فين لازم اعمل فيه محضر

عمر وقد استغرب من شجاعتها ليست هذه ابدا من راها فى وهن وضعف
عمر :مشى اختفى من القريه بحالها سيبك منه وتعالى اشربى العصير والنهارده رست ليكى ارتاحى وتعالى المكتب بكره نتكلم عاوزك فى موضوع مهم

حنين:لا شكرا انا مش عاوزه افطر انا هامشى زمان سمر زميلتى قالبه عليا الدنيا
موضوع ايه اللى انت عاوزنى فيه؟

عمر: لما تيجى بكره هاتعرفى كل حاجه
حنين :اوك بعد اذنك

ثم خرجت من الغرفه تاركه عمر سابحا فيها وفى عينيها لقد بدا عمر ان يفهم تلك الحاله الجديده التى المت به ولكنه مازال ينكرها انها حالة حب بالتأكيد…………

………………………………….
فى غرفة حنين بالفندق دلفت حنين الى الغرفه
حنين:صباح الخير ياسمر

سمر:صباح الخير ياحنين ايه انتى كنتى فين قلقتينى عليكى واتصلت بيكى كتير غير متاح
حنين :اطمنى ياسمر انا كويسه بس مش عاوزه اتكلم فى اى حاجه لو سمحتى ياسمر لانى تعبانه بجد

سمر:انتى اكيد كويسه شكلك تعبانه هاتقدرى تنزلى الشغل النهارده
حنين :انا اخدت رست النهارده مش هاخرج من الاوضه

سمر :طيب اسيبك عشان مااتاخرش عن الشغل بس اما ترتاحى هاتحكيلى صح
حنين :ماتضغطيش عليا يامر لما احب اتكلم هاتكلم لوحدى

سمر :ماشى ياحبيبتى اللى يريحك سلام
حنين :سلام
………………………….
دلفت حنيين الى الحمام اخذت حمام دافئ وتوضأت وصلت فرضها وجلست تناجى ربها

حنين وترفع يديها للدعاء:يارب يارب نجينى من اى شر يارب زى مانجتنى امبارح يارب انا تايهه ومش عارفه طريق امشى فيه يارب انا مش عارفه هو عايز منى ايه يارب لو جاى منه شر ابعده عنى واكفينى شره يارب انا لسه مافوقتش من صدمة معتز صبرنى يارب ونجينى من كل شر

ثم مسكت كتاب الله المجيد لكى تقرا القران الكريم علها تستريح مما يجيش فى صدرها من الالام ونوت ان هذا اليوم هو اخر يوم لها هنا فى العمل فكيف يسمح لنفسه ان يفك حجابها مهما كانت الاسباب هو انقذها من شر

مبين ولكنه تطاول معها حتى ولو كان حسن النيه جرأته الزياده ونظراته وكل شئ يربكها هى بش مد دم ولحم من مشاعر من يطيق ذلك نوت ان غدا سوف تذهب لتعلم ماذا يريد ثم تستقيل
……………………………….
فى جناح عمر

رغم انه لم ينم بضع ساعات الا ان النوم خاصم عينيه وصورة حنين امامه خوفها ضعفها هلعها عيونها شعرها الشلال

طرق مازن الباب
دلف عمر الغرفه

مازن :ايه ياعم شكلك عامل كده ليه كنت خارها ولا ايه
عمر:خاربها ايه يامتخلف انا مش قلت لك ده مش اسلوبى والا دى بالذات

مازن :ياعم انا بهزر انت عدت صعب كده ليه بس بجد مالك شكلك مانمتش
قص عمر ماحدث لمازن من نومه على الاريكه وكوابي حنين طوال الليل وتهدئته لها

مازن :يعنى انت كنت شغال بيبى سيتر امبارح والله مانا مصدق عمر باشا البنهاوى بنفسه نايم على كرسى يهدى واحده

عمر:ماعرفش يامازن البت دى عملت فيا ايه من اول ماشوفتها وهى مرعوبه ومسكت فيا وانا مش طبيعى
مازن انقلب السحر على الساحر ياصاحبى

انت ناوى على ايه معاها

عمر :بكره هاكلمها فى موضوع انها تمون السكرتيره ماحوار مجدى الزفت ده عشان هى توافق
مازن:طب افرض ماوافقتش

عمر هاعرفها بالعقد والشرط الجزائى مازن انا عايزها معايا باى شكل لحد ماارسى على بر وافهم انا عايز ايه منها بالظبط
مازن:شكلك طبيت يامعلم

عمر:بقولك انا نفسى مش فاهم نفسى ايه البراءه دى يامازن والادب والخجل ده دى لما قامت مالقتش الطرحه على شعرها اتجنت وقامت بسرعه كانت هاتقع ويغمى عليها تانى وقعدت تقولى انت ازاى تلمسنى وبتاع امال

لوعرفت انها لما كانت بتجيلها الكوابيس كنت بحضنها هاتعمل ايه هاتقتلنى رسمى عسل ياد يامازن اوى
مازن:طب وايه وقعت
عمر :انت بتهزر

مازن لا والله عندى فضول اعرف

عمر :لا ياسيدى لحقتها وسندتها يعتبر كانت فى حضنى بس من بعيد
مازن :ياجمالو ياجمالو

عمر : انا حسيت وقتها انى عاوز الزمن يقف عند الدقيقه دى اللى هيا بين ايديا فيها
مازن:وبتقولى مش عارف انت عاوز منها ايه دا انت ماشى فى سكة المأذون يااسطى
عمر :لا جواز ايه انا نسيت الجواز خلاص

مازن هانشوف
عمر :بس بتبصلى بصات غريبه اوى
مازن حب يعنى

عمر لالا حب ايه مااعرفش يامازن البت دى لغز والله
مازن :انا حاسس ياعمر انك مش هاتخرج من ايدين البت دى سليم ونهايتك المأذون
عمر بطل لك بقى وسيبنى اياك اعرف انام شويه

مازن :انا هاسيبك بس عشان عارف ان شغلانة البيبى سيتر متعبه
عمر والله طب امشى اطلع بره بقى

………………………………………
حل المساء على ابطالنا وذهبت حنين الى صخرتها تشكى لها افعال الناس وكيف يتحول البش الى ذئاب بشريه لاترحم وكيف تحولت المرأه فى مجتمعنا الى اله لتمتع الرجال يتعاملون معها فقط على انها جسد وليست اجمل وارق وارقى من خلق الرحمن ظلت تفكر وتفكر الى ان قطع شرودها عمر

عمر :على فكره انا بحب منظر الغروب جدا
حنين وقد فزعت من غزوه المفاجأ لخلوتها:بعد اذنك
همت بالرحيل

عمر :انتى بتهربى منى ليه
حنين دون ان تنظر:لو بتسميها هروب انت حر وبجملة الهروب انا مستقيله وراجعه بلدى هنا مش مكانى

اولته ظهرها وتقدمت خطوتان ثم مالبثت ان شعرت بيديه تجذبها اليه حتى ارتطمت بصدره فوضعت يدها لكى تدفعه ولكن هيهات تدفع من فقد كان متحما بها الى درجة انها احست بألم فى ذراعيها

حنين:سيبنى انت ايه مابتحسش قولتلك الف مره ماتمدش ايديك عليا ولا تلمسنى
كل ذلك الكلام وهى تحاول نزع ذراعيها منها

عمر مش هاسيبك الا لما تسمعينى
تكلم بجده اخافت حنين استطرد قائلا

عمر:اهدى وبطلى تشدى نفسك لانى ودينى ماسايبك الا لما تسمعى ل الاخر وانتى حره احنا ممكن نقف كده للصبح وياسلام ده احب ماعلى قلبى انا عارف انتى عاوزه تمشى ليه كل ده عشان فكيت لك الحجاب اظن انا

وضحتلك وجهة نظرى وبينتلك حسن نيتى وبدل ماتشكرينى عاوزه تستقيلى للسبب التافه ده
حنين:دا انت بقيت تفهمنى كمان من غير مااتكلم و

وهنا ذراعيها بدأت تؤلمها بشده
حنين :طب سيبنى ارجوك وهاسمعك كده مايصحش

نزلت دموع من عينينها الجميلاتان وقالت
حنين:راجوك ايدى وجعتنى لو سمحت

لم يحتمل عمر دموعها ولكن لم يبدى لها ذلك
عمر:ماشى هاسيبك بس لو فكرتى تمشى هتلاقينى فى اوضتك النهارده اوك اللى عندى
ترك ذراعيها وقال

عمر:استقاله دى تنسيها وبرضه تنسى شغل الفندق ده خالص لانى انتى هاتتعرضى لمشاكل كتير فيه
حنين بحده:مشاكل ايه اللى انا هاتعرض لها مالناس كلها بتشتغل اهى وطالما مش عاوزنى اشتغل فى الفندق خلاص انا بستقيل اهو وبريحك

عمر:ابقى بصى فى المرايه وانتى تعرفى قصدى ايه كل ماواحد يشوفك هايضايقك وعلى فكره ده الموضوع اللى انا كنت عاوزك فيه بكره بس مضطر اقولك دلوقتى انك هاتبقى السكرتيره بتاعتى

حنين بسخريه:وانت بقى مش عاوز حد يضايقنى عشان تضايقنى انت بس ثم ايه سكرتيره دى انا مالى ومال الشغل ده ومين قالك انى هاوافق اساسا

عمر :انا مش هاضايقك ومش عاوز حد يضايقك واخترتك انتى بالذات عشان شايف انك محترمه وامينه وجد فى الشغل وده اللى انا عاوزه بجانب انك معاكى لغات وكورس كمبيوتر ومن ناحية هاتوافقى فانتى هاتوافقى
حنين :طب انا مش موافقه وهامشى الصبح بلدى واعلى مافى خيلك اركبه

عمر:حلو اوى امشى بس ادفعى المليون جنيه الشرط الجزائى
حنين :مليون جنيه ايه ياجدع انت انت اتجننت ولا ايه

عمر :مااظنش انك قرأتى العقد اللى مضيتى عليه لانك لو كنتى قرأتيه كنتى عرفتى ان من حق المدير اللى هو انا ينقل اى موظف لاى مكان واى وظيفه هو عاوزها وشرط جزائى مليون ج ولو مش مصدقه تعالى شوفى صورة العقد واتاكدى بنفسك

حنين وتضحك بسخريه:مش اى موظف ياعمر بيه دا انا بس ولا انا غلطانه

عمر:احسبيها زى ماتحسبيها ومن بكره تكونى قدامى فى مكتبى والا انا مش مسئول عن اللى هاعمله
حنين:انت شايف انك ممكن تجبرنى اشتغل معاك بالغصب

عمر :انا شايف انك انسب واحده للمكان ده واحسبيها براحتك
ثم اولاها ظهره وهم ليغادر فأوقفته قائله بحده

حنين :انت عاوز منى ايه بالظبط
اندهش عمر من سؤالها الذى لم يعد اجابه له

عمر :شغل شغل يااستاذه حنين
ثم تركها وغادر فهو لن يطيق منها اتهامات اكثر من ذلك ولكن مهلا هلى هى تتهمه ام انه بحق قد اجرم فى حقها

………………………..
نظرت حنين الى البحر وظلت تفكر فى هذا الوقح الجرئ الذى لايخشى من شئ ويبيح لنفسه لمسها دون ارادة منها ف معتز نفسه لم يلمسها يوم هكذا وكان قريب منها بهذا الشكل

ولكن هل تنصاع لذلك الوقح وتستلم ام ماذا عليها ان تفعل
…………………………..

ذهبت حنين الى غرفتها فى الفندق هائمه فى افكارها وفى ماقاله هذا الوقح كيف لها ان توقع على العقد دون ان تقرا مابه
توضأت وصلت وناجت ربها يهديها للصواب وقررت فيما ستفعله معه وأقسمت انها ستأحذ حقها منه ولن تستسلم وغدا ستبلغه قرارها
……………………………

عند عمر كان قلق بشده من رد فعلها فقد تركها وهى فى حالة غضب شديده مما قاله لها ولكن ماذا يفعل الا ان ينتظر قرارها

الفصل السادس

لمتابعة القراءة اضغط على الرقم 6 في السطر التالي 👇

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى